تتقلب القلوب والابصار عن هيئاتها بأنواع العقاب كتقلبها على الجمر.
وقوله " ليجزيهم الله أحسن ما عملوا " أي يفعلون ذلك طلبا لمجازات الله إياهم بأحسن ما عملوا من ثواب الجنة، ويزيدهم على ذلك من فضله وكرمه. ثم اخبر تعالى انه " يرزق " على العمل بطاعته تفضلا منه تعالى " من يشاء بغير حساب " والثواب لا يكون إلا بحساب والتفضل يكون بغير حساب.
قوله تعالى:
(والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفيه حسابه والله سريع الحساب (39) أو كظلمات في بحر لجي يغشيه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يريها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور) (40) آيتان بلا خلاف.
ثم اخبر تعالى عن أحوال الكفار، فقال والذين كفروا بتوحيد الله واخلاص العبادة وجحدوا أنبياءه " اعمالهم " التي عملوها يعني التي يعتقدون أنها طاعات وقربات " كسراب بقيعة " فالسراب شعاع يتخيل كالماء يجري على الأرض نصف النهار حين يشتد الحر والآل شعاع يرتفع بين السماء والأرض - كالماء - ضحوة النهار، والال يرفع الشخص فيه. وإنما قيل سراب، لأنه يتسرب أي يجري كالماء و (قيعة) جمع قاع، وهو المنبسط من الأرض الواسع. وفيه يكون السراب