التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٧ - الصفحة ٤٢٣
أحدها - ان الله تعالى يبنيها بنية يمكنهم النطق بها والكلام من جهتها.
الثاني - ان يفعل الله تعالى في هذه البنية كلاما يتضمن الشهادة، فكأنها هي الناطقة.
والثالث - ان يجعل فيها علامة تقوم مقام النطق بالشهادة، وذلك إذا جحدوا معاصيهم. واما شهادة الألسن فيجوز ان يكونوا يشهدون بألسنتهم إذا رأوا ان لا ينفعهم الجحد. واما قوله تعالى (اليوم نختم على أفواههم) فقالوا: إنه يجوز ان يخرج الألسنة ويختم على الأفواه، ويجوز أن يكون الختم على الأفواه إنما هو في حال شهادة الأيدي والأرجل. وقال الجبائي: ويجوز ان يبنيها بنية مخصوصة، ويحدث فيها شهادة تشهد بها.
وقوله (يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق) يعني جزاءهم الحق، والدين - ههنا - الجزاء، ويجوز أن يكون المراد جزاء دينهم الحق، وحذف المضاف واقام المضاف إليه مقامه (ويعلمون ان الله هو الحق المبين) اي يعلمون الله ضرورة في ذلك اليوم، ويقرون انه الحق، الذين ابان الحجج والآيات في دار التكليف، وهو قول مجاهد، وقرئ (الحق) بالرفع، والنصب، فمن رفعه جعله من صفة الله، ومن نصبه جعله صفة للدين.
قوله تعالى:
(الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرؤون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم) (26) آية بلا خلاف.
(٤٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 418 419 420 421 422 423 424 425 426 427 428 ... » »»
الفهرست