التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٥ - الصفحة ٢٢٣
يحاوره أكفرت بالذي خلقك " (1) وقد يسمون البهيمة بأنها صاحب الانسان كقول الشاعر (وصاحبي بازل شمول) وقد يقول الرجل المسلم لغيره: ارسل إليك صاحبي اليهودي، ولا يدل ذلك على الفضل، وقوله " لا تحزن " إن لم يكن ذما فليس بمدح بل هو نهي محض عن الخوف، وقوله " إن الله معنا " قيل إن المراد به النبي صلى الله عليه وآله، ولو أريد به أبو بكر معه لم يكن فيه فضيلة، لأنه يحتمل أن يكون ذلك على وجه التهديد، كما يقول القائل لغيره إذا رآه يفعل القبيح لا تفعل إن الله معنا يريد أن متطلع علينا، عالم بحالنا. والسكينة قد بينا أنها نزلت على النبي صلى الله عليه وآله بما بيناه من أن التأييد بجنود الملائكة كان يختص بالنبي صلى الله عليه وآله فأين موضع الفضيلة للرجل لولا العناد، ولم نذكر هذا للطعن على أبي بكر بل بينا أن الاستدلال بالآية على الفضل غير صحيح.
قوله تعالى:
انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون (42) آية.
هذا امر من الله تعالى للمؤمنين أن ينفروا إلى جهاد المشركين خفافا وثقالا وقيل في معنى " خفافا وثقالا " ثمانية أقوال: أحدها - قال الحسن ومجاهد والضحاك والجبائي: إن معناه شبانا وشيوخا. وثانيها - قال صالح: معناه أغنياء وفقراء. وثالثها - قال ابن عباس وقتادة: نشاطا وغير نشاط. ورابعها - قال أبو عمرو: ركبانا ومشاة. وخامسها - قال ابن زيد: ذا صنعة وغير ذي صنعة.
وسادسها - قال الحكم: مشاغيل وغير مشاغيل. وسابعها - قال الفراء: ذو العيال، والميسرة: هم الثقال، وذو العسرة وقلة العيال هم الخفاف. وثامنها - ان يحمل

(1) سورة 18 الكهف آية 38
(٢٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 ... » »»
الفهرست