التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٥ - الصفحة ١٢٢
ومنه قول النبي صلى الله عليه وآله " أيما امرأة نكحت بغير إذن مولاها فنكاحها باطل "، اي من هو أولى بالعقد عليها. وقال الأخطل يمدح عبد الملك بن مروان:
فأصبحت مولاها من الناس كلهم * وأحرى قريش ان تهاب وتحمدا (1) وقال أبو عبيدة: ومنه قوله " النار مولاهم " معناه الأولى بهم واستشهد ببيت لبيد المتقدم ذكره. وقد استوفينا اقسام مولى في غيره هذا الموضع (2) فلا نطول بذكره ههنا. والتولي عن الدين هو الذهاب عنه إلى خلافه وهو والاعراض بمعنى واحد والتولي في الدين هو الذهاب إلى جهة الحق ومتابعة النبي صلى الله عليه وآله والنصرة له والمعونة له.
قوله تعالى:
واعلموا أنما غنمتم من شئ فان الله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى المساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شئ قدير (41) آية.
الغنيمة ما اخذ من أموال أهل الحرب من الكفار بقتال. وهي هبة من الله تعالى للمسلمين. والفئ ما اخذ بغير قتال في قول عطا بن السائب، وسفيان الثوري وهو قول الشافعي، وهو المروي في اخبارنا.
وقال قوم: الفئ والغنيمة واحد. وقالوا هذه الآية ناسخة للتي في الحشر من قوله " ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى، فلله وللرسول ولذي

(1) مر هذا البيت في 3 / 187 (2) في 3 / 186، 187.
(١٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 ... » »»
الفهرست