التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٤ - الصفحة ٤٥١
الثوب على النقاء دون ما هو عليه. والقصرة أصل العنق.
وقوله " وتنحتون الجبال بيوتا " فالجبل جسم عظيم بعيد الأقطار عال في السماء، ويقال: جبل الانسان على كذا أي طبع عليه، لأنه يثبت عليه لصوق الجبل، والمعنى انهم كانوا ينحتون في الجبال سقوفا كالأبنية، فلا ينهدم، ولا يخرب، " فاذكروا آلاء الله " معناه تفكروا في نعمه المختلفة كيف مكنكم من الانتفاع بالسهل والجبل " ولا تعثوا في الأرض مفسدين " معناه لا تضطربوا في الأرض مفسدين يقال: عاث يعيث عيثا، وعثى يعثي بمعنى واحد. ومفسدين نصب على الحال. ومعنى الآية التذكير بنعم الله من التمكين في الأرض والتسخير حتى تبوأوا القصور وشيدوا المنازل والدور مع طول الآمال وتبليغ الآجال.
قوله تعالى:
قال الملا الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم أتعلمون أن صالحا مرسل من ربه قالوا إنا بما أرسل به مؤمنون (74) آية بلا خلاف.
قرأ ابن عامر " وقال الملا " بزيادة واو، وكذلك في مصاحف أهل الشام الباقون بلا واو.
في هذه الآية حكاية عما قال الملا من قوم صالح، وهم جماعة من أشراف قومه ورؤساء أمته " الذين استكبروا " أي طلبوا الكبر فوق القدر، لان الاستكبار هو طلب الكبر فوق القدر، حتى يؤدي صاحبه إلى إنكار ما دعي إليه من الحق، أنفة من اتباع الداعي إلى الحق " للذين استضعفوا " فالاستضعاف طلب الضعف بالأحوال التي تقعد صاحبها عما كان يمكن غيره من القيام بالامر، والأصل في باب (استفعل) الطلب منه.
(٤٥١)
مفاتيح البحث: الشام (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 446 447 448 449 450 451 452 453 454 455 456 ... » »»
الفهرست