انه صدق، فالتكذيب بآيات الله كفر، والتكذيب بالطاغوت إيمان، فذلك توعذ على التكذيب بآيات الله بعقاب الأبد. والاستكبار طلب الترفع بالباطل، ولفظة " مستكبر " صفة ذم في جميع الخلق، والخلود هو لزوم الشئ على ما هو فيه. ومعنى " أخلد إلى الأرض " (1) لزوم الركون إليها. والصاحب والقرين متقاربان غير أن القرين فيه معنى النظير، وليس ذلك في الصاحب فلذلك قيل: أصحاب رسول الله، ولم يقل قرناؤه.
ولفظة (الذين) مبنية على هذه الصيغة في جميع الأحوال: الرفع، والنصب، والجر، وإنما تثبت مع بعدها بالجمع عن الحرف، لان العلة التي لها هي التي موجودة فيه، وهي نقصانه عن سائر الأسماء حتى تأتي صلته فتتمه، وليس هذا كالشبيه العارض الذي يزول على وجه. فأما من قال:
الذون والذين فإنه اعتد بتبعيد الجمع، فجعله على طريقة المعرف، ولأن هذه الطريقة لما لم تكن اعرابا تاما لم يمنعوه لما وقع بعده من شبه الحرف بالجمع.
قوله تعالى:
فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب حتى إذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم قالوا أين ما كنتم تدعون من دون الله قالوا ضلوا عنا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين (36) آية بلا خلاف قوله " فمن أظلم " صورته صورة الاستفهام، والمراد به الاخبار عن عظم جرم من يفتري على الله كذبا أو يكذب بآيات الله، لا أنه أحد أظلم لنفسه منه. وإنما أورد هذا الخبر بلفظ الاستفهام، لأنه أبلغ برد المخاطب