التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٤ - الصفحة ٣٧٩
وقال سعيد الجهني الرياش المعاش. وقال الزجاج: الريش اللباس يقولون: أعطيت الرجل فريشته أي كسوته، وجمعه رياش.
قال مجاهد: وإنما ذكر اللباس - ههنا - لان المشركين كانوا يتعرون في الطواف حتى تبدو سوآتهم باغواء الشياطين، كما أغوي أبويهم قبل هذا الاغواء. وقوله " يواري سوآتكم " معناه يستر ما يسوءكم انكشافه من الجسد، لان السوءة ما يسوء انكشافه من الجسد، والعورة ترجع إلى النقيصة في الجسد قال الشاعر:
خرقوا جيب فتاتهم * لم يبالوا سوءة الرجله (7) ولباس التقوى فيه خمسة أقوال:
أحدها - قال ابن عباس: هو العمل الصالح.
الثاني - قال قتادة والسدي وابن جريج هو الايمان.
الثالث - قال الحسن: هو الحياء الذي يكسبكم التقوى.
الرابع - قال الجبائي: هو الذي يقتصر عليه من أراد التواضع والنسك في العبادة من لبس الصوف والخشن من الثياب.
الخامس - قال الرماني: هو العمل الذي يقي العقاب، وفيه الجمال مثل جمال الناس من الثياب. وقال الحسين بن علي المغربي " لباس التقوى " يعني الذي كان عليكما في الجنة خير لكم بدلالة قوله " ذلك " وهي للبعيد.
وقوله " ذلك من آيات الله " معناه إن الذي فعلناه بكم من حجج الله التي دلتكم على توحيده من الله " لعلهم يذكرون " معناه لكي يتفكروا فيها ويؤمنوا بالله وبرسوله.

(7) اللسان (رجل) والكامل للمبرد 1 / 165 وتفسير الطبري 12 / 361 وشرح الحماسة 1 / 117.
(٣٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 374 375 376 377 378 379 380 381 382 383 384 ... » »»
الفهرست