التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٤ - الصفحة ٢٧
عن كل مدين يوم وهو مذهبنا. وقال سعيد بن جبير: يصوم ثلاثة أيام إلى عشرة أيام.
وقوله " ليذوق وبال امره " يعني عقوبة ما فعله ونكاله. وقال المغربي:
الوبال من الطعام الوبيل الذي لا يستمري، أو لا يوافق، وهو قول الأزهري قال كثير:
فقد أصبح الراضون إذ أنتم بها * مشوم البلاد يشتكون وبالها وقوله: " عفا الله عما سلف " قيل في معناه قولان:
أحدهما - قال الحسن: عفا الله عما سلف من امر الجاهلية.
وقال آخرون: عما سلف من الدفعة الأولى في الاسلام.
وقوله: " ومن عاد فينتقم الله منه " اختلفوا في لزوم الجزاء بالمعاودة على قولين:
أحدهما - قال عطاء وإبراهيم وسعيد بن جبير ومجاهد: يلزمه الجزاء بالمعاودة وهو قول بعض أصحابنا.
الثاني - قال ابن عباس، وشريح، والحسن، وإبراهيم، بخلاف عنه:
لا جزاء عليه وينتقم الله منه، وهو الظاهر من مذهب أصحابنا، واختار الرماني الأول. وبه قال أكثر الفقهاء، قال: لأنه لا ينافي الانتقام منه. واختلفوا في (أو) في الآية هل هي على جهة التخيير أم لا؟ على قولين:
أحدهما - قال ابن عباس، والشعبي، وإبراهيم، والسدي وهو الظاهر في رواياتنا انه ليس على التخيير لكن على الترتيب. وإنما دخلت (أو) لأنه لا يخرج حكمه على أحد الثلاثة، على أنه إن لم يجد الجزاء فالاطعام وان لم يجد الاطعام فالصيام. وفي رواية أخرى عن ابن عباس، وعطاء والحسن وإبراهيم - على خلاف عنه - واختاره الجبائي، وهو قول بعض أصحابنا انه على التخيير.
وقوله " والله عزيز ذو انتقام " معناه قادر لا يغالب " ذو انتقام " معناه
(٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 ... » »»
الفهرست