تفسير أبي حمزة الثمالي - أبو حمزة الثمالي - الصفحة ٦٨
رأيتك... (1).
وقال الكاظم (عليه السلام) في حقه: كذلك يكون المؤمن إذا نور الله قلبه. كان علمه بالوجه (2).
وقال أبو بصير: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال: ما فعل أبو حمزة الثمالي؟
فقلت: خلفته عليلا، قال: إذا رجعت إليه فاقرأه مني السلام واعلمه انه يموت في شهر كذا في يوم كذا.
قال أبو بصير: قلت: جعلت فداك والله لقد كان فيه انس وكان لكم شيعة، قال: صدقت ما عندنا خير لكم (3) من شيعتكم، معكم قال: إن هو خاف الله وراقب نبيه وتوقى الذنوب، فإذا هو فعل كان معنا في درجاتنا، قال علي: فرجعنا تلك السنة فما لبث أبو حمزة إلا يسيرا حتى توفي (4).
الثاني: إن أبا حمزة كان معتمد الأئمة في مناظرة المخالفين والاحتجاج على الخصوم:
فقد عاصر أبو حمزة الثمالي الفترة التي استحكمت في المجتمع الاسلامي بعض الجماعات والفرق المنحرفة، كالمرجئة والخوارج والقدرية، فنصبوا منابر لآرائهم، وعقدوا حلقات جدل بينهم.
ومن المعضلات التي واجهت الأئمة (عليهم السلام) وصحبهم أن فكرة الارجاء قد استمالت عددا من علماء الأمة وأئمة المذاهب بدرجة أو بأخرى من الذين آثروا الدعة وحب السلامة، فلجأوا إلى موادعة الحكم الأموي، والذي وجد هو بدوره

(١) اختيار معرفة الرجال: ج ١، ح ٦١، ص ١٤١.
(٢) الخرائج والجرائح: ج ١، ص 328، ح 22.
(3) استظهر العلامة التستري تحريف العبارة والأصل " ما عند الله خير له " قال تعالى: * (وما عند الله خير للأبرار) * [آل عمران: 198]. (القاموس: ج 2 ص 450).
(4) اختيار معرفة الرجال: ج 3، ح 356، ص 458.
(٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 ... » »»