تفسير أبي حمزة الثمالي - أبو حمزة الثمالي - الصفحة ٦٩
فيهم ضالته حيث أغمضوا عن موبقاته وجرائمه وعبدوا له طريق اغتصابه الخلافة من أهلها حينما أوجدوا لها مستساغا شرعيا.
ومن الطبيعي والحال هذه أن نرى تصدي أصحاب أئمة أهل البيت (عليهم السلام) وفي طليعتهم أبي حمزة الثمالي لتلك الجماعات والدخول معها في نزاعات واحتجاجات، لتفنيد آرائها والوقوف أمام انتشار عقائدها، ومن ورائه في ذلك كله أئمة أهل البيت (عليهم السلام) يمدونه بمعين أفكارهم ويلقنونه بتأويل ما اشتبه على تلك الفرق من معاني الآيات وأصول الاعتقادات.
فعند أحد تلك المواقف لأبي حمزة مع المرجئة يسخر الإمام الباقر (عليه السلام) من هذه الفرقة الضالة التي زينت لها أهواؤها التمسك بظواهر بعض الآيات فأشادت عليها عقائدها وبنت أفكارها.
قال أبو حمزة لأبي جعفر الباقر (عليه السلام): إن المرجئة يخاصموننا في هذه الآيات:
* (إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتب الله وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون - إلى قوله - ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون) * (1).
فقلت انهم يزعمون أنها في بني إسرائيل، فقال [(عليه السلام)]: نعم الاخوة نحن لبني إسرائيل إن كان حلو القرآن لنا، ومره لهم، نزلت فيهم ثم جرت فينا (2).
وما زال الأئمة (عليهم السلام) يحثون أبا حمزة على مقارعة مبتدعي هذه الفرق ومجانبة عقائدهم والبراءة منهم، لما لهم من خطر على عقائد المسلمين.
قال أبو جعفر الباقر (عليه السلام) لأبي حمزة: ابرؤا من خمسة: المرجئة، والخوارج،

(١) المائدة: الآيات ٤٤ - ٤٧.
(٢) أخبار القضاة: ج ١، ص 44.
(٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 ... » »»