بغيا وعدوانا، والله ما أفلح قوم بغوا قط ولوددت أن ما في العير من أموال بني عبد مناف ذهبت ولم نسر هذا المسير، فقال له أبو البختري: إنك سيد من سادات قريش فسر في الناس وتحمل العير التي أصابها محمد (صلى الله عليه وآله) وأصحابه بنخلة ودم ابن الحضرمي فإنه حليفك، فقال له: علي ذلك وما على أحد منا خلاف إلا ابن الحنظلية يعني أبا جهل فصر إليه وأعلمه أني حملت العير ودم ابن الحضرمي وهو حليفي وعلي عقله، قال: فقصدت خباءه وأبلغته ذلك، فقال: إن عتبة يتعصب لمحمد فإنه من بني عبد مناف وابنه معه يريد أن يخذل بين الناس. لا واللات والعزى حتى نقحم عليهم يثرب أو نأخذهم أسارى فندخلهم مكة وتتسامع العرب بذلك.
وكان أبو حذيفة بن عتبة مع رسول الله (صلى الله عليه وآله).
وكان أبو سفيان لما جاز بالعير بعث إلى قريش قد نجى الله عيركم فارجعوا ودعوا محمدا والعرب وادفعوه بالراح ما اندفع وإن لم ترجعوا فردوا القيان، فلحقهم الرسول في الجحفة فأراد عتبة أن يرجع فأبى أبو جهل وبنو مخزوم وردوا القيان من الجحفة.
قال: وفزع أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما بلغهم كثرة قريش واستغاثوا وتضرعوا فأنزل الله سبحانه إذ تستغيثون ربكم وما بعده (1).
وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى وليبلى المؤمنين منه بلاء حسنا إن الله سميع عليم (17) 114 - [ابن كثير] قال أبو بكر بن عياش: عن أبي حمزة الثمالي، عن عكرمة * (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) * قال: ما وقع شئ منها إلا في عين رجل منهم (2).