تفسير أبي حمزة الثمالي - أبو حمزة الثمالي - الصفحة ١٨٢
مقاتلون فجزاه رسول الله (صلى الله عليه وآله) خيرا على قوله ذاك، ثم قال: أشيروا علي أيها الناس. وإنما يريد الأنصار لأن أكثر الناس منهم ولأنهم حين بايعوه بالعقبة قالوا:
إنا براء من ذمتك حتى تصل إلى دارنا ثم أنت في ذمتنا نمنعك مما نمنع أبناءنا ونساءنا فكان (صلى الله عليه وآله) يتخوف أن لا يكون الأنصار ترى عليها نصرته إلا على من دهمه بالمدينة من عدو ان ليس عليهم أن ينصروه خارج المدينة.
فقام سعد بن معاذ فقال بأبي أنت وأمي يا رسول الله كأنك أردتنا فقال: نعم قال بأبي أنت وأمي يا رسول الله إنا قد آمنا بك وصدقناك وشهدنا أن ما جئت به حق من عند الله فمرنا بما شئت وخذ من أموالنا ما شئت واترك منها ما شئت. والله لو أمرتنا أن نخوض هذا البحر لخضناه معك، ولعل الله عز وجل أن يريك منا ما تقر به عينك فسر بنا على بركة الله ففرح بذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال: سيروا على بركة الله فإن الله عز وجل قد وعدني إحدى الطائفتين ولن يخلف الله وعده. والله لكأني أنظر إلى مصرع أبي جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وفلان وفلان، وأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالرحيل وخرج إلى بدر وهو بئر.
وفي حديث أبي حمزة الثمالي: بدر، رجل من جهينة والماء ماؤه فإنما سمي الماء باسمه. وأقبلت قريش وبعثوا عبيدها ليستقوا من الماء فأخذهم أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقالوا لهم: من أنتم؟ قالوا: نحن عبيد قريش. قالوا: فأين العير؟ قالوا: لا علم لنا بالعير فأقبلوا يضربونهم وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يصلي فانفتل من صلاته وقال: ان صدقوكم ضربتموهم وإن كذبوكم تركتموهم فأتوه بهم فقال لهم: من أنتم؟ قالوا: يا محمد نحن عبيد قريش قال: كم القوم؟ قالوا: لا علم لنا بعددهم، قال: كم ينحرون في كل يوم من جزور؟ قالوا: تسعة إلى عشرة، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): القوم تسعمائة إلى ألف رجل وأمر (صلى الله عليه وآله) بهم فحبسوا، وبلغ ذلك قريشا ففزعوا وندموا على مسيرهم، ولقي عتبة بن ربيعة أبا البختري بن هشام فقال: أما ترى هذا البغي والله ما أبصر موضع قدمي خرجنا لنمنع عيرنا وقد أفلتت فجئنا
(١٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 ... » »»