تفسير أبي حمزة الثمالي - أبو حمزة الثمالي - الصفحة ١٣٠
جرت بذلك في العقب من البيوت التي رفعها الله تبارك وتعالى على الناس فقال:
* (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه) * (1) وهي بيوتات الأنبياء والرسل والحكماء وأئمة الهدى، فهذا بيان عروة الايمان التي بها نجا من نجا قبلكم وبها ينجو من اتبع الأئمة، وقد قال الله تبارك وتعالى في كتابه * (ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزى المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العلمين ومن آبائهم وذريتهم وإخوانهم واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم ذلك هدى الله يهدى به من يشاء من عباده ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين) * (2) فإنه وكل بالفضل من أهل بيته من الآباء والإخوان والذرية، وهو قول الله عز وجل في كتابه: * (فإن يكفر بها هؤلاء (أمتك) فقد وكلنا) * أهل بيتك بالإيمان الذي أرسلتك به فلا يكفرون بها أبدا، ولا أضيع الإيمان الذي أرسلتك به وجعلت أهل بيتك بعدك علما على أمتك وولاة من بعدك وأهل استنباط علمي الذي ليس فيه كذب ولا إثم ولا وزر ولا بطر ولا رياء، فهذا تبيان ما بينه الله عز وجل من أمر هذه الأمة بعد نبيها (صلى الله عليه وآله).
إن الله تعالى طهر أهل بيت نبيه وجعل لهم أجر المودة وأجرى لهم الولاية وجعلهم أوصياءه وأحباءه وأئمته بعده في أمته، فاعتبروا أيها الناس فيما قلت وتفكروا حيث وضع الله عز وجل ولايته وطاعته ومودته واستنباط علمه وحجته، فإياه فتعلموا، وبه فاستمسكوا تنجوا، وتكون لكم به حجة يوم القيامة والفوز، فإنهم صلة ما بينكم وبين ربكم ولا تصل الولاية إلى الله عز وجل إلا بهم،

(١٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 ... » »»