تفسير أبي حمزة الثمالي - أبو حمزة الثمالي - الصفحة ١٢٧
الله عز وجل فيكذبونه، وإن الله عز وجل مهلكهم بالريح فمن أدركه منكم فليؤمن به وليتبعه فان الله تبارك وتعالى ينجيه من عذاب الريح، وأمر نوح ابنه سام أن يتعاهد هذه الوصية عند رأس كل سنة، ويكون يوم عيد لهم فيتعاهدون فيه بعث هود وزمانه الذي يخرج فيه، فلما بعث الله تبارك وتعالى هودا نظروا فيما عندهم من العلم والإيمان وميراث العلم والاسم الأكبر وآثار علم النبوة فوجدوا هودا نبيا وقد بشرهم به أبوهم نوح فآمنوا به وصدقوه واتبعوه فنجوا من عذاب الريح، وهو قول الله عز وجل: * (وإلى عاد أخاهم هودا) * (1) وقوله: * (كذبت عاد المرسلين إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون) * (2) وقال عز وجل: * (ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب) * (3) وقوله: * (ووهبنا له إسحق ويعقوب كلا هدينا (لنجعلها في أهل بيته) ونوحا هدينا من قبل) * (4) لنجعلها في أهل بيته، فآمن العقب من ذرية الأنبياء من كان من قبل إبراهيم لإبراهيم (عليه السلام).
وكان بين هود وإبراهيم من الأنبياء عشرة أنبياء وهو قوله عز وجل: * (وما قوم لوط منكم ببعيد) * (5) وقوله: * (فآمن له ولوط وقال إني مهاجر إلى ربى) * (6) وقول إبراهيم * (إني ذاهب إلى ربى سيهدين) * (7) وقوله جل وعز:
* (وإبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوه ذلكم خير لكم) * (8) فجرى بين كل نبي ونبي عشرة آباء وتسعة آباء وثمانية آباء كلهم أنبياء وجرى لكل نبي ما جرى لنوح وكما جرى لآدم وهود وصالح وشعيب وإبراهيم (عليهم السلام) حتى انتهى إلى يوسف

(١٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 ... » »»