تفسير أبي حمزة الثمالي - أبو حمزة الثمالي - الصفحة ١٢٦
فيكون يوم عيد لهم، فيتعاهدون بعث نوح (عليه السلام) في زمانه الذي بعث فيه، وكذلك جرى في وصية كل نبي حتى بعث الله تبارك وتعالى محمدا (صلى الله عليه وآله).
وإنما عرفوا نوحا بالعلم الذي عندهم وهو قول الله عز وجل * (ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه إني لكم نذير مبين) * (1).
وكان ما بين آدم ونوح من الأنبياء مستخفين ومستعلنين ولذلك خفي ذكرهم في القرآن فلم يسموا كما سمي من استعلن من الأنبياء، وهو قول الله عز وجل * (ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك) * (2) يعني من لم يسمهم من المستخفين كما سمى المستعلنين من الأنبياء.
فمكث نوح (عليه السلام) في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما لم يشاركه في نبوته أحد، ولكنه قدم على قوم مكذبين للأنبياء الذين كانوا بينه وبين آدم، وذلك قوله تبارك وتعالى: * (كذبت قوم نوح المرسلين) * (3) يعني من كان بينه وبين آدم إلى أن ينتهي إلى قوله: * (وإن ربك لهو العزيز الرحيم) * (4).
ثم إن نوحا لما انقضت نبوته واستكملت أيامه أوحى الله عز وجل إليه يا نوح إنه قد انقضت نبوتك واستكملت أيامك فاجعل العلم الذي عندك والايمان والاسم الأكبر وميراث العلم وآثار النبوة في العقب من ذريتك عند سام فإني لن أقطعها من بيوتات الأنبياء الذين بينك وبين آدم، ولن أدع الأرض إلا وفيها عالم يعرف به ديني، وتعرف به طاعتي ويكون نجاة لمن يولد فيما بين قبض النبي إلى خروج النبي الآخر، وليس بعد سام إلا هود، فكان ما بين نوح وهود من الأنبياء مستخفين ومستعلنين.
وقال نوح: إن الله تبارك وتعالى باعث نبيا يقال له: هود وإنه يدعو قومه إلى

(١٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 ... » »»