تفسير أبي حمزة الثمالي - أبو حمزة الثمالي - الصفحة ١٢٤
وولد له قابيل وأخته توأما.
ثم إن آدم أمر هابيل وقابيل أن يقربا قربانا وكان هابيل صاحب غنم، وكان قابيل صاحب زرع فقرب هابيل كبشا وقرب قابيل من زرعه ما لم ينق، وكان كبش هابيل من أفضل غنمه وكان زرع قابيل غير منقى، فتقبل قربان هابيل ولم يتقبل قربان قابيل، وهو قول الله عز وجل: * (واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الاخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين) * (1).
وكان القربان إذا قبل تأكله النار، فعمد قابيل إلى النار فبنى لها بيتا وهو أول من بنى للنار البيوت، وقال: لأعبدن هذه النار حتى يتقبل قرباني.
ثم إن عدو الله إبليس قال لقابيل: إنه قد تقبل قربان هابيل ولم يتقبل قربانك فإن تركته يكون له عقب يفتخرون على عقبك، فقتله قابيل، فلما رجع إلى آدم (عليه السلام) قال له: يا قابيل أين هابيل؟ فقال: ما أدري وما بعثتني له راعيا، فانطلق آدم فوجد هابيل مقتولا فقال: لعنت من أرض كما قبلت دم هابيل، فبكى آدم على هابيل أربعين ليلة.
ثم إن آدم (عليه السلام) سأل ربه عز وجل أن يهب له ولدا فولد له غلام فسماه هبة الله لأن الله عز وجل وهبه له، فأحبه آدم حبا شديدا.
فلما انقضت نبوة آدم (عليه السلام) واستكملت أيامه أوحى الله تعالى إليه أن يا آدم إنه قد انقضت نبوتك واستكملت أيامك فاجعل العلم الذي عندك والايمان والاسم الأكبر وميراث العلم وآثار النبوة في العقب من ذريتك عند ابنك هبة الله، فإني لن أقطع العلم والايمان والاسم الأكبر وميراث العلم وآثار النبوة في العقب من ذريتك إلى يوم القيامة، ولن أدع الأرض إلا وفيها عالم يعرف به ديني ويعرف به طاعتي ويكون نجاة لمن يولد فيما بينك وبين نوح.

(١٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 ... » »»