كشف الخفاء - العجلوني - ج ٢ - الصفحة ٣٤٨
يا رب أكل بعضي بعضا فنفسني، فجعل لها نفسين نفسا في الصيف ونفسا في الشتاء فشدة ما تجدون من البرد من زمهريرها وشدة ما تجدون في الصيف من الحر من سمومها.
2983 لا آلاء إلا آلاؤك يا الله إنك سميع عليم محيط به علمك كعسهلون وبالحق أنزلناه وبالحق نزل. قال في المقاصد هذه ألفاظ اشتهرت ببلاد اليمن ومكة ومصر والمغرب وجملة بلدان أنها حفيظة رمضان تحفظ من الغرق والسرق والحرق وسائر الآفات وتكتب في آخر جمعة منه والخطيب يخطب على المنبر وبعضهم بعد صلاة العصر، وهي بدعة لا أصل لها وإن وقعت في كلام غير واحد من الأكابر بل أشعر كلام بعضهم بورودها في حديث ضعيف، وكان شيخنا رحمه الله تعالى ينكرها جدا، حتى وهو قائم على المنبر في أثناء الخطبة حين يرى من يكتبها كما بينته في الجواهر والدرر، وقال النجم وممن أنكرها القمولي في الجواهر وقال إنها من البدع المنكرة، وقال الناشري وقد كان أهل زبيد يكتبون ذلك في حال الخطبة وكان ابن حجر ينكرها جدا وهو قائم على المنبر في أثناء الخطبة حين يرى من يكتبها وهذه بدعة عافى الله منها أهل دمشق، وأظن أنها مفقودة في غيرها انتهى. وعبارة ابن حجر في التحفة فرع كتابة الحفائظ آخر جمعة من رمضان بدعة منكرة كما قاله القمولي لما فيها من تفويت سماع الخطبة والوقت الشريف فيما لم يحفظ ممن يقتدى به، ومن اللفظ المجهول وهو كعسهلون. وقد جزم أئمتنا وغيرهم بحرمة كتابة وقراءة الكلمات الأعجمية التي لا يعرف معناها، وقول بعضهم أنها حية محيطة بالعرش رأسها عند ذنبها لا يعول عليه لأن مثل ذلك لا مدخل للرأي فيه فلا يقبل منه إلا ما ثبت عن معصوم على أنها بهذا المعنى لا تلائم ما قبلها في الحفيظة وهو لا آلاء إلا آلاؤك يا الله كعسهلون بل هذا اللفظ في غاية الإبهام، ومن ثم قيل إنها اسم صنم أدخله ملحد على جهلة العوام وكان بعضهم أراد دفع ذلك الإيهام فزاد بعد الجلالة محيط به علمك كعسهلون أي كإحاطة تلك الحية بالعرش، وهو غفلته عما تقرر أن هذا لا يقبل إلا ما صح عن المعصوم انتهى.
(٣٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 343 344 345 346 347 348 349 350 351 352 353 ... » »»
الفهرست