فيض القدير شرح الجامع الصغير - المناوي - ج ٦ - الصفحة ٤٦١
عن أبيه (عن) جده (أبي بكرة) قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بشير يبشر بظفر خيل له ورأسه في حجر عائشة رضي الله عنها فقام فخر ساجدا فلما انصرف أنشأ يسأل الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم فحدثه فكان فيما حدثه أمر العدو وكانت عليهم امرأة فقال: هلكت إلخ قال الحاكم: صحيح وأقول: بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة أورده الذهبي في الضعفاء وقال: قال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به قال: وهو من جملة الضعفاء الذين يكتب حديثهم.
9597 - (هلم) قال الرضى مما جاء متعديا ولازما بمعنى أقبل فيتعدى بإلى وبمعنى أحضر في نحو قوله تعالى * (هلم شهداءكم) * وهو عند الخليل هاء التنبيه ركب معها لم أمر من قولك لم الله شعثه أي جمع نفسه إلينا فلما ركب غير معناه عند التركيب لأنه صار بمعنى أقبل أو أحضر بعدما كان بمعنى أجمع صار اسما كجميع أسماء الأفعال المنقولة عن أصلها (إلى جهاد لا شوكة فيه الحج) أي لا قتال فيه وشوكة القتال شدته وحدته ومنه حديث أنس قال لعمر حين قدم عليه الهرمز أن لقد تركت بعدي عددا كثيرا وشركة شديدة أي قتالا شديدا وقوة ظاهرة (طب عن الحسين) بن علي رضي الله عنهما قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: إني جبان وإني ضعيف فقال:
هلم إلخ وقال القرقشندي: وثق المنذري رواته اه‍. ومن ثم رمز المصنف لحسنه.
9598 - (همة العلماء الرعاية) أي التفهم والتدبر والإتقان (وهمة السفهاء الرواية) أي مجرد التلقي عن المشائخ وحفظ ما يلقوه بغير فهم معناه قال الماوردي: يشير إلى أنه ربما عنى المتعلم بالحفظ من غير تصور ولا فهم حتى يصير حافظا لألفاظ المعاني قيما بتلاوتها وهو لا يتصورها ولا يفهم ما تضمنها، يروي من غير روية ويخبر عن غير خبرة فهو كالكتاب [ص 357] الذي لا يدفع شبهة ولا يؤيد حجة وربما استثقل المتعلم الدرس والحفظ فاتكل على الرجوع إلى الكتب ومطالعتها عند الحاجة فما هو إلا كمن أطلق ما صاده ثقة بالقدرة عليه بعد الامتناع منه ولا تعقبه الثقة إلا خجلا والتفريط إلا ندما وهذه حالة قد يدعو إليها ثلاثة أشياء إما الضجر عن معاناة الحفظ ومراعاته أو طول الأمل في التوفر عليه عند نشاطه أو فساد الرأي في عزماته وما درى أن الضجور خائب وطويل الأمل مغرور وفاسد الرأي مصاب والعرب تقول في أمثالها حرف في قلبك خير من ألف في كتبك وقالوا لا خير في علم لا يعبر معك الوادي ولا يخبر بك النادي (ابن عساكر) في تاريخه (عن الحسن مرسلا) وهو البصري.
9599 - (هن أغلب) يعني النساء أي أن النساء يغلبن الرجال لأن النساء ألطف كيدا وأنفذ حيلة ولهن في ذلك رفق يغلبن به الرجال ومن أمثالهم النساء متى عرفن قلبك بالغرام ألصقن أنفك بالرغام، وقد قال المصطفى صلى الله عليه وسلم لأمهات المؤمنين لما راجعنه في تقديم الصديق إنكن صواحب يوسف
(٤٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 456 457 458 459 460 461 462 463 464 465 466 ... » »»
الفهرست