فيض القدير شرح الجامع الصغير - المناوي - ج ٣ - الصفحة ٧٠٢
بلفظ دعوة الأخ لأخيه بظهر الغيب مستجابة أهو حينئذ فعدول المصنف إلى البزار وإهماله العزو للصحيح غير جيد.
4201 (دعاء المحسن إليه للمحسن) له (لا يرد) أي يقبله الله تعالى مكافأة له على امتثاله أمر الله تعالى بالإحسان (فر عن ابن عمر) بن الخطاب رمز المصنف لصحته وليس كما زعم ففيه محمد بن إسماعيل بن عياش قال أبو داود: لم يكن بذاك وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم أورده الذهبي في الضعفاء والمتروكين وقال: ضعفه أحمد والدارقطني.
4202 (دعوات المكروب) أي المغموم المحزون أي الدعوات النافعة له المزيلة لكربه والكرب بفتح فسكون ما يدهم المرء مما يأخذ بنفسه ويغمه ويحزنه (اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت) ختمه بهذه الكلمات الحضورية الشهودية إشارة إلى أن الدعاء إنما ينفع المكروب ويزيل كربه إذا كان مع حضور وشهود ومن شهد لله بالتوحيد والجلال مع جمع الهمة وحضور البال فهو حري بزوال الكرب في الدنيا والرحمة ورفع الدرجات في العقبى (حم خد د) في الأدب من حديث طويل (حب) كلهم (عن أبي بكرة) واسمه نفيع قال ابن حبان: صحيح وأقره عليه ابن حجر لكل قال المناوي وغيره: فيه جعفر بن ميمون غير قوي.
4203 (دعوة ذي النون) أي صاحب الحوت وهو يونس (إذا) أي حين (دعى بها وهو في بطن الحوت لا إله إلا أنت) أي إنك الذي تقدر على حفظ الإنسان حيا في باطن الحوت ولا قدرة لغيرك على هذه الحالة ثم أردف ذلك بقوله (سبحانك إني كنت من الظالمين) تصريحا بالعجز والانكسار وإظهار الذلة والافتقار قال الحسن: ما نجا إلا بإقراره على نفسه بالظلم وإنما قبل منه ولم يقبل من فرعون حين قال * (لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل) * لأن يونس ذكرها في الحضور والشهود وفرعون ذكرها في الغيبة تقليد البني إسرائيل ذكره الإمام الرازي (لم يدع بها رجل مسلم في شئ) بنية صادقة صالحة (إلا استجاب الله له) لأنها لما كانت مسبوقة بالعجز والانكسار ملحوقة بهما صارت مقبولة * (أمن يجيب المضطر إذا دعاه) * فإن قيل: هذا ذكر لا دعاء قلنا: هو ذكر يستفتح به الدعاء ثم يدعو بما شاء أو هو كما ورد من شغله ذكري عن مسئلتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين
(٧٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 697 698 699 700 701 702 703 704 705 706 707 ... » »»
الفهرست