فيض القدير شرح الجامع الصغير - المناوي - ج ٣ - الصفحة ٥٣٠
وللقاضي أن ينازعه بأن الحو ض عرضه نحو ثلاثة أيام فالظاهر أن لا يسع من الأواني ما تسعه النجوم من السماء وأموال الآخرة غير معقولة فتفويض كيفية ذلك إلى علم الشارع أولى (من شرب منه شرب لم يظمأ بعدها أبدا) أي لم يعطش عطشا يتأذى به (أول الناس ورود عليه فقراء المهاجرين الشعث رؤوسا الدنس ثيابا الذين لا ينكحون المتنعمات وتفتح لهم السدد) أي الأبواب احتقارا لهم وهذا السياق ربما يعطي اختصاصه بأمته فلا يرده غيرهم لكن قال في المطامح إلى أن الخصوصية بالنسبة للأولية فلهم صفوه ثم يرده غيرهم (ت) في الزهد (ك) في اللباس (عن ثوبان) قال الترمذي: غريب وقال الحاكم صحيح وأقره الذهبي وفيه قصة ورواه عنه أيضا ابن ماجة فما أوهمه صنيع المصنف من تفرد الترمذي به من الستة غير جيد.
3767 (حولها) يعني الجنة كذا هو بخط المصنف فما في نسخ من أنه حولهما بالتثنية تحريف وإن كان رواية (ندندن) أي ما ندندن إلا حول طلب الجنة والتعوذ من النار وهذا قاله لما قال لرجل ما تقول في الصلاة قال أسأل الله الجنة وأعوذ به من النار أما والله ما أحسن من دندنتك ولا دندنة معاذ قال الزمخشري: الدندنة كلام أرفع من الهيمنة تسمع نغمته ولا يفهم ويجوز كونه من الدنن التطامن وضمير حولها للجنة والنار فالمراد ما ندندن إلا لأجلها بالحقيقة لا مباينة بين ما ندعو به وبين دعائك (د عن بعض الصحابة ه عن أبي هريرة) ولا تضر جهالة الصحابي في الأول لأنهم عدول.
3768 (حيثما كنتم فصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني) لأن النفوس القدسية إذا تجردت عن العلائق البدنية عرجت واتصلت بالملأ الأعلى ولم يبق لها حجاب فترى الكل بالمشاهدة بنفسها وبإخبار الملك بها وفيه سر يطلع عليه من تيسر له ذكره القاضي قال في الإتحاف: ويستثنى من هذا العموم الأمكنة التي لا يذكر الله فيها كالأخلية فلا يصلى عليه فيها (طب) وكذا في الأوسط (عن الحسن بن علي) قال الهيثمي: وفيه حميد بن أبي زينب لم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح قال السخاوي: وله شواهد.
3769 (حيثما مررت بقبر كافر فبشره بالنار) هذا وارد على منهج التهكم نحو * (فبشرهم بعذاب أليم) * قاله لمن قال إن أبي كان يصل الرحم
(٥٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 525 526 527 528 529 530 531 532 533 534 535 ... » »»
الفهرست