فلا تطلب ما صعب وإذا حمدت من خبرته فلا تطلب من لم تخبره فإن العدول عن القريب إلى البعيد عناء وترك الأسهل بالأصعب بلاء والانتقام عن المخبور إلى غيره خطر قال علي: عقبى الأخرق مضرة والمتعسف لا تدوم له مسرة وقال الحكماء: القصد أسهل من التعسف والكفاف أورع من التكلف (تنبيه) أخذ الصوفية من هذا الخبر أن على المريد امتحان من أراد صحبته لا على جهة كشف العورات وتتبع السيئات لفقد العصمة بل خلق دون خلق وذنب دون ذنب والمؤمن رجاع والمنافق مدمن جاء رجل إلى العارف يوسف العجمي فقال أريد أن أدخل دائرتك لكن حتى تحلف لي بالطلاق أنك عارف بالله فقال الطلاق الثلاث يلزمني أني عارف بالله وزيادة وهي التربية فما كل عارف مربي فأخذ عنه فالعالم يمتحن بالمسائل العلمية والصوفي يمتحن بالخصائل الخلقية، حكى القشيري أن الحيري دعاه رجل إلى ضيافة فلما وافى باب داره قال ليس لي حاجة بك وندمت فانصرف وعاد إليه وقال احضر الساعة فوصل باب داره فقال له: كذلك وهكذا خمس مرات فقال يا أستاذ إنما اختبرتك واعتذر إليه ومدحه فقال تمدحني على خلق تجد مثله في الكلب فإنه إذا دعى حضر وإذا زجر انزجر (ك عن أنس) ابن مالك (السجزي) في الإبانة (عن أبي هريرة) قال ابن الجوزي في العلل وفيه إبراهيم بن الهيثم أو خليل بن دعلج ضعيف ورواه مسلم عن ابن سيرين من قوله.
2512 - (إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف) أي سبع لغات أو سبعة أوجه من المعاني المتفقة بألفاظ مختلفة أو غير ذلك على ما سلف تقريره وغلط أبو شامة من زعم أن المراد القراءات السبع وحكى الإجماع على خلافه (فاقرؤوا ما تيسر منه) من الأحرف المنزل بها بالنسبة لما يستحضره القارئ من القراءات فالذي في آية المزمل للكمية في الصلاة وغيرها بأية لغة من السبع أو بأي وجه من الوجوه أو بأي لفظ من الألفاظ أدى المعنى (حم ق 3 عن عمر) بن الخطاب (1).
2513 - (إن هذا القرآن مأدبة الله) بضم الدال أشهر يعني مدعاته، شبه القرآن بصنيع صنعه الله للناس لهم فيه خير ومنافع وهذا من تنزيل المعقول منزلة المحسوس قال الزمخشري المأدبة مصدر بمنزلة