على الميت بنحو وا كهفاه وا جبلاه من عادة الجاهلية وقد جاء الإسلام بتحريمه (والغلول) أي الخيانة الخفية (من جثا جهنم) جمع جثوة بالضم الشئ المجموع كذا في النهاية وفي التقريب الجثوة مثلثة الحجارة المجموعة وقيل معنى من جثاء جهنم من جماعتها وفي رواية للقضاعي من جمر جهنم قال شارحه لأن الغلول يصير على الغال جورا لقوله صلى الله عليه وآله وسلم في الذي غل شملة إنها تضرم عليه نارا (والكنز) أي المال الذي لم تؤد زكاته (كي من النار) أي يكوي صاحبه في نار جهنم (والشعر) بكسر الشين الكلام المقفى الموزون قصدا (من مزامير إبليس) أي الشعر المحرم لا الجائز (والخمر جماع الإثم) أي مجمعه ومظنته والجماع اسم لما يجمع ويضم، يقال هذا الباب جماع الأبواب من جمعت الشئ ضممته كالكفات من كفت الشئ إليه إذا ضمه وجمعه ذكره الكشاف وفي الفائق جماع كل شئ مجتمع أصله يقال لما اجتمع في الغصن من النور هذا جماع الثمر (والنساء حبالة الشيطان) أي مصائده وفخوخه واحدها حبالة بالكسر وهي ما يصاد بها من أي شئ كأن دعى رجل إلى قتل نفس فأبى ثم إلى الزنا فأبى ثم إلى الخمر فشرب فزنا فقتل وقيل ما أيس الشيطان من آدمي من قبل النساء ومن ثم قال سليمان عليه الصلاة والسلام: امش وراء الأسد ولا تمش وراء المرأة وسمع عمر رضي الله تعالى عنه امرأة تقول:
إن النساء رياحين خلقن لكم * * وكلكم يشتهي شم الرياحين فقال:
إن النساء شياطين خلقن لنا * * نعوذ بالله من شر الشياطين وقال بعض الحكماء إياك ومخالطة النساء فإن لحظات المرأة سهم ولفظها سم (والشباب شعبة من الجنون) لأن الجنون يزيل العقل وكذا الشباب قد يسرع إلى قلة العقل لما فيه من كثرة الميل إلى الشهوات والإقبال على المضار لحداثة السن سيما مع الجدة:
إن الشباب والفراغ والجده * * مفسدة للمرء أي مفسدة (وشر المكاسب كسب الربا) أي التكسب به لأن درهما منه أشد من ثلاث وثلاثين زينة كما يجئ في أخبار (وشر المآكل أكل مال اليتيم) ظلما * (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا) * [النساء: 10] (1) ولذا كان من أكبر الكبائر (والسعيد من وعظ بغيره) أي السعيد من تصفح أفعال غيره فاقتدى بأحسنها وانتهى عن سيئها قال:
إن السعيد له من غيره عظة * وفي التجارب تحكيم معتبر وقال حجة الإسلام المراد أن الإنسان يشاهد من خبائث من اضطر إلى مرافقته وأحواله وصفاته