فيض القدير شرح الجامع الصغير - المناوي - ج ٢ - الصفحة ٢١٥
سمي أولا لأنه مبدأ ذلك القسم (وأما أول ما) أي طعام (يأكله أهل الجنة) أي فيها (فزيادة كبد حوت) أي زائدته وهي القطعة المنفردة المعلقة بالكبد وهي ألذه وأهناه وأمرأه (1) (وأما شبه الولد أباه) تارة (وأمه) تارة أخرى (فإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة) في النزول والاستقرار في رحمها (نزع إليه) أي نزع إلى الرجل (الولد) بنصبه على المفعولية أي جذب السبق إليه الولد (وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل نزع) أي الولد (إليها) أي إلى المرأة، قال في الصحاح نزع إلى أبيه في الشبه أي ذهب، وفي المصباح نزع إلى الشئ ذهب إليه وإلى أبيه ونحوه أذهبه أشبهه (حم خ ن عن أنس) قال بلغ ابن سلام مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فأتاه فقال: إني سائلك عن ثلاثة لا يعلمها إلا نبي ما أول أشراط الساعة، وما أول طعام يأكله أهل الجنة ومن أي شئ ينزع الولد إلى أبيه ومن أي شئ ينزع الولد إلى أخواله فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (خبرني بهن آنفا جبريل ثم ذكره فأسلم).
1602 - (أما صلاة الرجل في بيته) أي في محل إقامته من بيت أو خلوة أو غيرهما (فنور) أي منورة للقلب بحيث يشرق فيه أنوار المعارف والمكاشفات وتكون نورا يوم القيامة في تلك الظلم (فنوروا بها بيوتكم) فإنها تمنع المعاصي وتنهى عن الفحشاء والمنكر وتهدي إلى الصواب كما أن النور يستضاء به (حم ه عن عمر) بن الخطاب.
1603 - (أما) بالتشديد (في ثلاثة مواطن) أي أماكن من يوم القيامة، قال في الصحاح الوطن محل الإنسان والموطن المشهد من مشاهد الحروب وقال الزمخشري من المجاز هذه أوطان الإبل لمرابضها وثبت في موطن القتال ومواطنه وهي مشاهدة (فلا يذكر أحد أحدا) لعظم هولها وشدة روعها (عند الميزان (2) أي إذا وضع لوزن الأعمال (حتى يعلم) الإنسان (أيخف ميزانه) فيكون من الهالكين (أم يثقل) فيكون من الناجين (وعند الكتاب) أي نشر صحف الأعمال (حين يقال هاؤم (3) اقرؤوا كتابيه (4)

(1) والحكمة في ذلك أنها أبرد شئ في الحوت فبأكلها تزول الحرارة التي حصلت للناس في الموقف.
(2) قال النووي وهي واحدة ذات لسان وكفتين وكفة الحسنات من نور وكفة السيئات من ظلمة.
(3) هاؤم اسم فعل بمعنى خذوا.
(4) كتابيه تنازعه هاؤم واقرأوا فهو مفعول اقرأوا لأنه أقرب العاملين ولأنه لو كان مفعول هاؤم لقيل اقرأوه إذ الأولى إضماره حيث أمكن أي بقول ذلك الناجي لجماعته لما يحصل له من السرور الظاهر أن قوله هاؤم الخ معترض بين قوله وعند الكتاب وقوله حتى يعلم الخ.
(٢١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 ... » »»