فيض القدير شرح الجامع الصغير - المناوي - ج ٢ - الصفحة ٢٠٤
1582 - (ألهوا) بضم فسكون فضم (والعبوا) عطف تفسير أي فيما لا حرج فيه (فإني أكره أن يرى) بالبناء للمجهول (في دينكم) بالبناء للمجهول أيها المسلمون (غلظة) شدة وفظاظة. قال الزمخشري وأصل اللهو كل باطل ألهى عن خير وعما يعني والغلظة مثلثة الغين الفظاظة كما في الصحاح قال الزمخشري من المجاز: أخذنا منهم ميثاقا غليظا * (وليجدوا فيكم غلظة) * [التوبة: 123] وما أغلظ طباعهم، وأغلظ له في القول (هب عن المطلب) بتشديد المهملة (بن عبد الله) ابن حنظل المخزومي ثم قال أعني البيهقي هذا منقطع وإن صح فإنه يرجع إلى اللهو المباح انتهى وفيه مع ذلك يحيى بن يحيى الغساني قال الذهبي في الضعفاء خرجه ابن حبان وعمرو ابن أبي عمرو مولى المطلب أورده أيضا في الضعفاء وقال لينه يحيى وقال أحمد لا بأس به.
1583 - (إليك) لا لغيرك كما يؤذن به تقديمه (انتهت الأماني) جمع أمنية وهي تقدير الوقوع فيما يترامى إليه الأمل من منا إذا قدر ولذلك تطلق على الكذب وعلى ما يتمنى وقيل هي توقع القلب أمرا يرجو حصوله (يا صاحب العافية) هكذا أورد المصنف هذا الحديث بهذا اللفظ كما في هذا الموضع ولعل إيراده هكذا ذهول أو سبق قلم فإن لفظ الحديث كما رواه القضاعي وغيره اللهم إليك انتهت الأماني يا صاحب العافية فهو مصدر بلفظ اللهم والخطاب فيه لله تعالى والمعنى وقفت عليك الأمنية فلا تسأل غيرك، كذا فسره به في الفردوس قال الحافظ البغدادي فانتهاؤها إليه سبحانه من وجهين أحدهما فرض التوحيد وهو أن كل متمن لا يصل إلى أمنيته إلا بإرادته سبحانه، وقوله إليك إلخ أي الخواطر تبعث إلى الأسباب فتجيب فتشاهد القلوب بصفاء التوحيد عجزها فتسير الأماني عنها حتى تجاوزها إلى سببها فيعكف الهم بين يديه وهذا حال أكثر عوام المؤمنين، الثاني وهو للخواص أنهم شرعوا في قطع الأماني عن الدنيا والأخرى وسارت قلوبهم بأمانيها إلى مولاهم لما دعا * (ففروا إلى الله) * [النجم: 42] * (وأن إلى ربك المنتهى) * فلا إرادة لهم إلا في خدمته ولا تعلق لهم إلا به، قوله يا صاحب العافية: أي أنت القادر على العافية من كل بلية ومن سقم وعلاقة ومن كل أمنية لا ينتهى إليها وهم. وفي الشعب عن ابن أدهم إذا أردت أن تعرف الشئ فاقبله بضده فإذا أنت عرفت فضل ما أوتيت فاقلب العافية بالبلاء تعرف فضل العافية وقيل لبشر الحافي بأي شئ تأكل الخبز قال أذكر العافية وأجعلها إداما (طس هب عن أبي هريرة) قال مخرجه البيهقي نفسه عقب تخريجه في إسناده ضعف انتهى وقال الهيثمي عقب عزوه للطبراني إسناده حسن.
1584 - (أما) بتخفيف الميم (إن) بكسر الهمزة إن جعلت إما بمعنى حقا (1) وبفتحها إن جعلت

(1) هذا سهو والصواب العكس لان إن تكسر بعد أداة الاستفتاح كقوله تعالى (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم) وتفتح بعد حقا كقول الشاعر أحقا أن جيرتنا استقلوا كما في مغني اللبيب والظاهر أن السهو وقع من أول ناسخ فعمت النسخ به وإلا فليس مثل هذا مما يخفى على المناوي اه‍.
(٢٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 ... » »»