على ذلك الآيات والأخبار (م) في المغازي (عن عائشة) ورواه عنها أيضا النسائي في السير وسببه أن ابن شماسة دخل على عائشة فقالت ممن أنت؟ قال من مضر. قال كيف وجدتم ابن خديج في غزاتكم؟ قال خير الأمير. قالت إنه لا يمنعني قتله أخي أن أحدثكم ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعته يقول:
فذكرته (تنبيه) قال في الأذكار: ظاهر الحديث جواز الدعاء على الظلمة ونحوهم وأشار الغزالي إلى تحريمه وجعله في معنى اللعن. اه. قال الحافظ: والأولى حمل كلام الغزالي على الأولى، وأما الأحاديث فتدل على الجواز.
1465 - (اللهم إني أعوذ بك) قال الطيبي: استعاذ مما عصم منه ليلتزم خوف الله وإعظامه والافتقار إليه وليقتدى به وليبين صفة الدعاء، والباء للإلصاق المعنوي للتخصيص كأنه خص الرب بالاستعاذة، وقد جاء في الكتاب والسنة: أعوذ بالله، ولم يسمع: بالله أعوذ، لأن تقديم المعمول تفنن وانبساط، والاستعاذة حال خوف وقبض، بخلاف الحمد لله ولله الحمد لأنه حال شكر، وتذكير إحسان ونعم (من شر ما عملت) أي من شر عمل يحتاج فيه إلى العفو (ومن شر ما لم أعمل) أي بأن تحفظني منه في المستقبل، أو المراد شر عمل غيره * (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) * [الأنفال: 25] أو ما ينسب إليه افتراء ولم يعمله، وتقديم الميم على اللام فيهما هو ما في مسلم وغيره وعكسه، والواقع لحجة الإسلام في الإحياء متعقب بالرد، نعم جاء في خبر مرسل (م د ن ه) كلهم (عن عائشة) ولم يخرجه البخاري.
1466 - (اللهم أعني على غمرات الموت) شدائده جمع غمرة وهي الشدة، وفي أصول صحيحة سكرات (أو) شك من الراوي، وفي نسخة بالواو (سكرات الموت) جمع سكرة بسكون الكاف وهي شدة الموت الذاهبة بالعقل، ذكره الزمخشري، وهي تزيد على الغمرات بزيادة الألم، وفي رواية لابن أبي الدنيا اللهم إنك تأخذ الروح من بين العصب والأنامل، اللهم أعني على الموت وهونه علي. وقال ابن عربي: السكر الضيق المانع من الإطلاق في التصرفات، فالمراد ضيق الموت وكربه. قال الراغب:
والسكر حالة تعرض بين المرء وقلبه وأكثر ما يستعمل في الشراب وقد يعتري من الغضب والعشق والألم أي والأخير هو المراد هنا. قال القرطبي: تشديد الموت على الأنبياء تكميل لفضائلهم ورفع لدرجاتهم وليس نقصا ولا عذابا (ت ه ك) وكذا النسائي في يوم وليلة كلهم (عن عائشة) قالت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالموت وعنده قدح ماء وهو يدخل يده فيه ثم يمسح وجهه ويقول ذلك، وقال ابن العربي: إن الباري بقدرته وحكمته يخفف إخراج الروح ويشدده بحسب حال العبد، فتارة يشدده عذابا وذلك على الكافر وتارة كفارة وذلك على المذنب وتارة رفعة درجات وزيادة حسنات وذلك في الولي وتارة حجة على الخلق وتسلية وقدوة وأسوة كما لقي المصطفى صلى الله عليه وسلم منه.