القول المسدد في مسند أحمد - أحمد بن علي بن حجر - الصفحة ٦١
قلت: ولم أجد للمتقدمين فيه كلاما، وقد تابعه عبد الرحيم بن هانئ الغساني، فرواه عن عبد العزيز نحوه، وهو عند الحسن بن سفيان في مسنده. والحديث على هذا قوي لأن عبد الله بن كنانة لم يتهم بالكذب، وقد روى حديثه من وجه آخر، وليس ما رواه شاذا، فهو على شرط الحسن عند الترمذي.
وقد أخرجه الحافظ ضياء الدين المقدسي في الأحاديث المختارة مما ليس في الصحيحين - والله الموفق. ثم وجدت له طريقا أخرى من مخرج آخر بلفظ آخر وفيه المعنى المقصود، وهو عموم المغفرة لمن شهد الموقف، أخرجه عبد الرزاق في مصنفه، ومن طريقه أخرجه الطبراني في معجمه عن إسحاق بن إبراهيم الدبري عنه عن معمر عمن سمع قتادة يقول: حدثنا خلاس بن عمرو عن عبادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة: أيها الناس! إن الله عز وجل قد تطول عليكم في هذا اليوم فغفر لكم إلا التبعات فيما بينكم، ووهب مسيئكم لمحسنكم، وأعطى محسنكم ما سأل، فادفعوا باسم الله! فلما كان يجمع قال: إن الله قد غفر لصالحيكم وشفع صالحيكم في طالحيكم، ينزل المغفرة فيعممها، ثم يفرق المغفرة في الأرض، فتقع على كل تائب ممن حفظ لسانه ويده وإبليس وجنوده على جبل عرفات ينظرون ما يصنع الله بهم، فإذا نزلت المغفرة دعا هو وجنوده بالويل يقول: كيف أستفز بهم حقبا من الدهر! ثم جاءت
(٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 ... » »»