القول المسدد في مسند أحمد - أحمد بن علي بن حجر - الصفحة ٣٦
فالجواب: إن هذا من الأحاديث الواردة في معرض الزجر والتنفير، ظاهرها غير مراد، وقد وردت عدة أحاديث في الصحاح تشتمل على البراءة وعلى نفي الإيمان وعلي غير ذلك من الوعيد الشديد في حق من ارتكب أمورا ليس فيها ما يخرج عن الإسلام، كحديث أبي موسى الأشعري في الصحيح في البراءة ممن حلق وسلق، وحديث أبي هريرة: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن - إلى غير ذلك، مهما حصل من الجواب عنها كان هو الجواب عن هذا الخبر، ولا يجوز، الإقدام على الحكم بالوضع قبل التأمل والتدبر - والله الموفق.
تنبيه: أبو بشر هو جعفر بن أبي وحشية من رجال الشيخين. وأبو الزاهرية اسمه: حدير بضم الحاء المهملة - بن كريب من رجال مسلم ورواية أبي بشر عنه من باب رواية الأقران لأن كلا منهما من صغار التابعين. وكثير بن مرة تابعي ثقة باتفاق، من رجال الأربعة، ففي الإسناد ثلاثة من التابعين - والله أعلم.
الحديث الخامس والسادس حديث " ما من معمر يعمر في الإسلام " من رواية أنس ومن رواية ابن عمر. قوله: وقد خلط فيه الفرج بن فضالة. قلت:
لا يلزم من تخليط الفرج في إسناده أن يكون المتن موضوعا، فان
(٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»