القول المسدد في مسند أحمد - أحمد بن علي بن حجر - الصفحة ٤١
قال: فكثر ماله حتى قدمت له سبعمائة راحلة تحمل البر وتحمل الدقيق والطعام، فلما دخلت المدينة سمع لأهل المدينة رجة، فقالت عائشة: ما هذه الرجة - فذكر الحديث. وفيه من النكارة أيضا إخاء عبد الرحمن لعثمان، والذي في الصحيحين أنه سعد ابن الربيع، وهو الصواب، والذي أراه عدم التوسع في الكلام عليه فإنه يكفينا شهادة الإمام أحمد بأنه كذب، وأولى محاملة أن نقول: هو من الأحاديث التي أمر الإمام أحمد أن يضرب عليها، فإما أن يكون الضرب ترك سهوا، وإما أن يكون بعض من كتبه عن عبد الله كتب الحديث وأخل بالضرب - والله أعلم.
ثم رأيت بعد ذلك للحديث شاهدا قوي الإسناد وهو في مسند الشاميين للطبراني: حدثنا أبو زرعة الدمشقي حدثنا خالد ابن خلي الحمصي حدثنا الجراح بن مليح عن أرطأة بن المنذر عن جعفر بن ثابت الأنصاري عن عبد الحميد بن عبد الرحمن ابن زيد بن الخطاب عن عمته حفصة بنت عمر قالت: كان يوم من أيامها من رسول الله صلى الله عليه وسلم فنام في بيتها فطالت نومته فهبت أو أوقظه فأهببته فهب من نومه محمرة عيناه فقلت: يا رسول الله!
إني هبتك أن أوقظك، فقال: إني أعجبني أني رأيت أحدهم - يعني صعاليك المجاهدين في سبيل الله - أنه ليمر أحدهم بحجة الجنة فيرمى إليهم بسيفه ويقول: دونكم! لم أعط ما أحاسب عليه - ثم يدخل الجنة، ورأيت أبطأ الناس دخولا النساء ذوو
(٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 47 ... » »»