وأنا أريد أن أخرج إلى قريش فأخبرهم بما رأيت فأخذت بثوبه فقلت إني أذكرك الله أنك تأتي قوما يكذبونك وينكرون مقالتك فأخاف أن يسطو بك قالت فضرب ثوبه من يدي ثم خرج إليهم فأتاهم وهم جلوس فأخبرهم ما أخبرني فقال جبير بن مطعم فقال يا محمد أن لو كنت لك سابا كما كنت ما تكلمت عما تكلمت به وأنت بين أظهرنا فقال رجل من القوم يا محمد هل مررت بإبل لنا في مكان كذا وكذا قال نعم والله وجدتهم قد أضلوا بعيرا لهم وهم في طلبه) قال فهل مررت بإبل لبني فلان قال نعم وجدتهم بمكان كذا وكذا قد انكسرت لهم ناقة حمراء ووجدت عندهم قصعة من ماء فشربت ما فيها) قالوا فأخبرنا عدتها وما فيها من الرعاة قال قد كنت عن عدتها مشغولا) فقام فأتى بالإبل فعدها وعلم ما فيها من الرعاة ثم أتى قريشا فقال لهم سألتموني عن إبل بني فلان فهي كذا وكذا وفيها من الرعاة فلان وفلان وسألتموني عن إبل بني فلان فهي كذا وكذا وفيها من الرعاة ابن أبي قحافة وفلان وفلان وهي مصبحتكم الغداة على الثنية) قال فغدوا إلى الثنية ينظرون أصدقهم ما قال فاستقبلوا الإبل فسألوهم هل ضل لكم بعير قالوا نعم فسألوا الآخرين هل انكسرت لكم ناقة حمراء قالوا نعم قالوا فهل كانت عندكم قصعة قال أبو بكر أنا والله وضعتها فما شربها أحد ولا أهراقوا في الأرض وصدقه أبو بكر وآمن به فسمي يومئذ الصديق وروى النسائي في سننه الكبرى من حديث عوف بن أبي جميلة عن زرارة ابن أوفى عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لما كان ليلة أسري بي ثم أصبحت بمكة فضقت بأمري وعرفت أن الناس مكذبي فقعدت معتزلا حزينا) قال فمر به أبو جهل فجاء حتى جلس إليه وقال كالمستهزئ هل استفدت من شيء قال نعم) قال ما هو قال (أسري بي الليلة) فقال إلى أين قال (إلى بيت المقدس) قال ثم أصبحت بين أظهرنا قال (نعم) فقال أبو جهل معشر بني كعب بن لؤي هلم فجاءوا حتى جلسوا
(٢٥٧)