الثالث من وجوه السنة قوله صلى الله عليه وسلم (سلموا على علي بإمرة المؤمنين) بكسر الهمزة الجواب منع صحة الحديث للقاطع المتقدم الدال على عدم النص الجلي وكذا قوله (أنت أخي ووصيي وخليفتي من بعدي وقاضي ديني) بكسر الدال وقوله إنه (سيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين) وبعد الأجوبة المفصلة على الوجوه المذكورة نقول هذه النصوص التي تمسكوا بها في إمامة علي رضي الله عنه معارضة بالنصوص الدالة على إمامة أبي بكر رضي الله عنه وهي من وجوه الأول قوله تعالى * (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم) * والخطاب للصحابة وأقل الجمع ثلاثة ووعد الله حق) فوجب أن يوجد في جماعة منهم خلافة يتمكن بها الدين ولم يوجد على هذه الصفة إلا خلافة الخلفاء الأربعة فهي التي وعد الله بها الثاني قوله تعالى * (قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون) * وليس الداعي إلى هؤلاء القوم لطلب الإسلام محمدا صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى * (سيقول لك المخلفون) * إلى قوله * (لن تتبعونا كذلكم قال الله من قبل) * فقد علم النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الآية أنهم لا يتبعون أبدا فكيف يدعوهم إلى القتال وأيضا فإن المخلفين لم يدعوا إلى المحاربة في حياته صلى الله عليه وسلم ولا عليا لأنه لم يتفق له في أيام خلافته قتال لطلب الإسلام بل لطلب الإمامة ورعاية
(٦١٩)