متواترا مكابرة كيف ولم ينقله أكثر أصحاب الحديث كالبخاري ومسلم وأضرابهما وقد طعن بعضهم فيه كابن أبي داود السجستاني وأبي حاتم الرازي وغيرهما من أئمة الحديث ولأن عليا لم يكن يوم الغدير مع النبي فإنه كان باليمن ورد هذا بأن غيبته لا تنافي صحة الحديث إلا أن يروى هكذا أخذ بيد علي أو استحضره وقال وإن سلم أن هذا الحديث صحيح فرواته أي أكثرهم لم يرووا مقدمة الحديث وهي (ألست أولى بكم من أنفسكم) فلا يمكن أن يتمسك بها في أن المولى بمعنى الأولى والمراد بالمولى هو الناصر بدليل آخر الحديث وهو قوله وال من والاه.. الخ ولأن مفعل بمعنى أفعل لم يذكره أحد من أئمة العربية وقوله تعالى (مأواكم النار هي مولاكم) أي مقركم وما إليه مآلكم وعاقبتكم ولهذا قال الله تعالى * (وبئس المصير) * وقد قيل المراد ههنا أيضا الناصر فيكون مبالغة في نفي النصرة على طريقة قولهم الجوع زاد من لا زاد له والاستعمال أيضا يدل على أن المولى أوليس بمعنى الأول لجواز أن يقال هو أولى من كذا دون مولى من كذا وأن يقال أولى الرجلين أو الرجال دون مولى الرجلين أو الرجال وإن سلم أن المولى بمعنى الأولى فأين الدليل على أن المراد الأولى بالتصرف والتدبير بل يجوز أن يراد الأولى في أمر من الأمور كما قال الله تعالى * (إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه) *
(٦١٦)