المواقف - الإيجي - ج ٣ - الصفحة ١١
الكون في الأعيان وأملنا صدق عليه الوجود فلا كالماهية والتشخص أو وجوده غيره وتقدم الماهية عليه أوليس بالوجود كما تقدم الثانية لو كان موجودا لكان إما مختارا أو موجبا والأول باطل لأن العالم قديم بدليله والقديم لا يستند إلى المختار والثاني باطل وإلا لزم قدم الحادث اليومي أو التسلسل والجواب لا نسلم أن العالم قديم وقد مر ضعف دلائله الثالثة لو كان موجودا لكان إما عالما بالجزئيات أو لا والأول باطل وإلا لزم التغير فيه لتغير المعلوم فلا يكون واجبا والثاني باطل لأنا نعلم أن هذه الأفعال المتقنة لا تستند إلى عديم العلم والجواب نختار أنه عالم بالجزئيات والتغير في الإضافات لا في الذات وأنه جائز كما سيأتي ولنقتصر على هذا القدر فإن هذا منشأ للشبهات التي طول بها الكتب وعد ذلك تبحرا في العلوم وعليك بعد الاهتداء إليه أن توقر من أمثاله الأباعر خاتمة لما ثبت أن الصانع تعالى واجب فقد ثبت أنه أزلي أبدي ولا حاجة إلى جعله مسألة برأسها والمتكلمون إنما احتجوا عليه قبل إثبات ذلك وعنه غنى فلا نطول به الكتاب الشرح الموقف الخامس في الإلهيات التي هي المقصد الأعلى في هذا العلم وفيه سبعة مراصد لا خمسة كما وقع في بعض النسخ
(١١)
مفاتيح البحث: التصديق (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « 5 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 ... » »»