المواقف - الإيجي - ج ٣ - الصفحة ١٢
المرصد الأول في الذات وفيه مقاصد ثلاثة المقصد الأول في إثبات الصانع وللقوم فيه مسالك خمسة المسلك الأول للمتكلمين قد علمت أن العالم إما جوهر أو عرض وقد يستدل على إثبات الصانع بكل واحد منهما إما بإمكانه أو بحدوثه بناء على أن علة الحاجة عندهم إما الحدوث وحده أو الإمكان مع الحدوث شرطا أو شطرا فهذه وجوه أربعة الأول الاستدلال بحدوث الجواهر قيل هذه طريقة الخليل صلوات الرحمن وسلامه عليه حيث قال * (لا أحب الآفلين) * وهو أن العالم الجوهري أي المتحيز بالذات حادث كما مر وكل حادث فله محدث كما تشهد به بديهة العقل فإن من رأى بناء رفيعا حادثا جزم بأن له بانيا وذهب أكثر مشايخ المعتزلة إلى أن هذه المقدمة استدلالية واستدلوا عليها تارة بأن أفعالنا محدثة ومحتاجة إلى الفاعل لحدوثها فكذا الجواهر المحدثة لأن علة الاحتياج مشتركة وأخرى بأن الحادث قد اتصف بالوجود بعد العدم فهو قابل لهما فيكون ممكنا وكل ممكن يحتاج في ترجيح وجوده على عدمه إلى مؤثر كما سلف في الأمور العامة الثاني الاستدلال بإمكانها وهو أن العالم الجوهري ممكن لأنه مركب من الجواهر الفردة إن كان جسما وكثير إن كان جسما أو جوهرا فردا والواجب لا تركيب فيه ولا كثرة بل هو واحد حقيقي وكل ممكن فله علة مؤثرة الثالث الاستدلال بحدوث الأعراض أما في الأنفس مثل ما نشاهد
(١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 ... » »»