المواقف - الإيجي - ج ٣ - الصفحة ٥٤٥
فإن قيل فشاد الزنار ولابس الغيار بالاختيار لا يكون كافرا قلنا جعلنا الشيء علامة للتكذيب فحكمنا عليه بذلك وهو عند كل طائفة مقابل ما فسر به الإيمان فقالت الخوارج كل معصية كفر وقد أبطلناه وقالت المعتزلة المعاصي ثلاثة إذ منها ما يدل على الجهل بالله ووحدته وما يجوز عليه وما لا يجوز وبرسالة رسوله كإلقاء المصحف في القاذورات والتلفظ بكلمات دالة على ذلك فهو كفر ومنها ما لا يدل على ذلك وهو قسمان قسم يخرج إلى منزله بين المنزلتين لا يحكم على صاحبها بالكفر لسائر أعماله ولا بالإيمان لإيهامه عدم التصديق ويعبر عنها بالكبائر ومنها ما لا يخرج ككشف العورة والسفه ويسمى بالصغائر وسنزيده بيانا في المقصد الذي يتلوه تذنيب في تفصيل الكفار الإنسان إما معترف بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم أو لا والثاني إما معترف بالنبوة في الجملة وهم اليهود والنصارى وغيرهم وإما غير معترف بها وهو إما معترف بالقادر المختار وهم البراهمة أو لا وهم الدهرية ثم إنكارهم لنبوته صلى الله عليه وسلم إما عن عناد وإما عن اجتهاد والمعترف بنبوته صلى الله عليه وسلم إما مخطىء في أصل وسنبين أنه أوليس بكافر أو لا وهو إما
(٥٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 540 541 542 543 544 545 546 547 548 549 550 ... » »»