المواقف - الإيجي - ج ٣ - الصفحة ٤٦٣
بكونهم عنده أوليس القرب المكاني إذ لامكان له تعالى بل قرب الشرف والرتبة أيضا فجعله أي جعل عدم استكبارهم عن عبادته دليلا على هذا الوجه وهو أنهم إذا لم يستكبروا فغيرهم أولى أن لا يستكبروا فذلك دليل أفضليتهم إذ مع التساوي أو المفضولية لا يحسن ذلك الاستدلال والجواب المعارضة بقوله تعالى في حق البشر * (في مقعد صدق عند مليك مقتدر) * فيظهر حينئذ أن العندية تدل على الفضيلة دون الأفضلية والمعارضة بقول الرسول صلى الله عليه وسلم حكاية عن الله سبحانه وتعالى (أنا عند المنكسرة قلوبهم) وكم بين أن يكون عند الله ومن يكون الله عنده كما يشهد به الذوق السليم وأما الاستدلال بعدم الاستكبار فبكونهم أقوى وأقدر على الأفعال لا بكونهم أفضل الخامس إن الملائكة معلمو الأنبياء قال تعالى * (علمه شديد القوى) * وقال * (نزل به الروح الأمين على قلبك) * والمعلم أفضل من المتعلم الجواب إنهم المبلغون والمعلم هو الله وإسناد التعليم إليهم من باب المجاز العقلي السادس الملائكة رسل الله إلى الأنبياء والرسول أقرب إلى المرسل من المرسل إليه كالنبي صلى الله عليه وسلم بالنسبة إلى أمته فتكون الملائكة أفضل الجواب إن كان ما ذكرتم قاعدة كلية فيجب أن يكون واحد من آحاد الناس إذا أرسله ملك إلى ملك أفضل من الملك المرسل إليه وهو باطل قطعا السابع إطراد تقديم ذكر الملائكة على ذكر الأنبياء والمفضول لا يقدم على سبيل الاطراد
(٤٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 458 459 460 461 462 463 464 465 466 467 468 ... » »»