الناس بالبر وتنسون أنفسكم) فيلزم كونهم موعودين بعذاب جهنم وملعونين ومذمومين وكل ذلك باطل إجماعا الرابع ولكانوا على تقدير صدور الذنب عنهم أسوأ حالا من عصاة الأمة إذ يضاعف لهم أي للأنبياء العذاب على الذنب إذ الأعلى رتبة في الكرامة يستحق عقلا ونقلا أشد العذاب لمقابلته أعظم النعم المفاضة عليه بالمعصية ولذلك ضوعف حد الحر وقيل لنساء النبي * (لستن كأحد من النساء) * * (من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب) * ومن المعلوم أن النبوة أجل من كل نعمة فمن قابلها بالمعصية استحق العذاب أضعافا مضاعفة الخامس ولم ينالوا أيضا عهده تعالى لقوله * (لا ينال عهدي الظالمين) * والمذنب ظالم لنفسه وأي عهد أعظم من النبوة فإن حمل ما في الآية على عهد النبوة فذاك وإن حمل على عهد الإمامة فبطريق الأولى لأن من لا يستحق الأدنى لا يستحق الأعلى السادس ولكانوا أيضا غير مخلصين لأن الذنب بإغواء الشيطان وهو لا يغوي المخلصين لقوله تعالى حكاية عنه على سبيل التصديق * (لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين) * واللازم باطل لقوله تعالى في حق إبراهيم وإسحق ويعقوب * (إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار) * وفي حق يوسف * (إنه من عبادنا المخلصين) * وقد رد على هذا بأنه لا يدل على أن غير هؤلاء لم يصل إليهم إغواء إبليس ولم يذنبوا السابع قوله تعالى * (ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين) * فالذين لم يتبعوه إن كانوا هم الأنبياء فذاك
(٤٢٩)