وقال القاضي هو مجموع الأمرين وقيل هو إخباره عن الغيب نحو * (وهم من بعد غلبهم سيغلبون) * وذلك كثير وقيل عدم اختلافه وتناقضه مع ما فيه من الطول * (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا) * وقيل بالصرفة فقال الأستاذ والنظام صرفهم الله مع قدرتهم وقال المرتضي بل سلبهم العلوم التي يحتاج إليها في المعارضة الفصل الثاني في شبه القادحين في إعجازه والتقصي عنها قالوا وجه الإعجاز يجب أن يكون بينا لمن يستدل به عليه واختلافكم فيه دلائل خفائه ثم ما ذكرتم من الوجوه لا يصلح للإعجاز أما النظم الغريب فلأنه أمر سهل سيما بعد سماعه وأيضا فحماقات مسيلمة على وزنه وأما البلاغة فلوجوه الأول إذا نظرنا إلى أبلغ خطبة للخطباء وقصيدة للشعراء ثم قسناه إلى أقصر سورة من القرآن وتزعمون التحدي بها ويتناولها قوله تعالى * (فأتوا بسورة من مثله) * لم نجد الفرق بينا بل ربما زعم أن الأفصح معارضها ولا بد في المعجز من ظهور التفاوت إلى حد تنتفي معه الريبة
(٣٧٨)