والإكرام كما يقال فلان قريب من الملك * (وجاء ربك) * أي أمره " وإليه يصعد الكلم الطيب " أي يرتضيه فإن الكل عرض يمتنع عليه الانتفال " ومن في السماء " أي حكمه أو سلطانه أو ملك من ملائكته موكل بالعذاب للمستحقين وعليه فقس سائر الآيات والأحاديث فالعروج إليه هو العروج إلى موضع يتقرب إليه بالطاعات فيه وإتيانه في ظل إتيان عذابه والدنو هو قرب الرسول إليه بالطاعة والتقدير بقاب قوسين تصوير للمعقول بالمحسوس والنزول محمول على اللطف والرحمة وترك ما يستدعيه عظم الشأن وعلو الرتبة على سبيل التمثيل وخص بالليل لأنه مظنة الخلوات وأنواع الخضوع والعبادات والسؤال بأين استكشاف عما ظن أنها معتقدة له من الأينية في الإلهية فلما أشارت إلى السماء علم أنها ليست وثنية وحمل إشارتها على أنها أرادت كونه تعالى خالق السماء فحكم بإيمانها إلى غير ذلك من التأويلات التي ذكرها العلماء لهذه الآيات والأحاديث ونظائرها فارجع إلى الكتب المبسوطة تظفر بها المقصد الثاني المتن في أنه تعالى أوليس بجسم وذهب بعض الجهال إلى أنه جسم فالكرامية قالوا هو جسم أي موجود وقوم قالوا هو جسم أي قائم بنفسه فلا نزاع معهم إلا في التسمية ومأخذها التوقيف ولا توقيف والمجسمة قالوا هو جسم حقيقة فقيل من لحم ودم كمقاتل بن سليمان وقيل نور يتلألأ كالسبيكة البيضاء وطوله سبعة أشبار من شبر نفسه
(٣٨)