يحتاج إليه في الإيجاد فقيل هو الإرادة وقيل كن واتفقوا أنه يسمى حادثا وما لا يقوم بذاته محدثا فرقا بينهما لنا وجوه ثلاثة الأول لو جاز قيام الحادث لجاز أزلا واللازم باطل أما الملازمة فلأن القابلية من لوازم الذات وإلا لزم الانقلاب من الامتناع الذاتي إلى الإمكان الذاتي وأيضا فتكون القابلية طارئة على الذات فتكون صفة زائدة ويلزم التسلسل وإذا كانت من لوازم الذات امتنع انفكاكها عنها فتدوم بدوامها والذات أزلية فكذا القابلية وهي تقتضي جواز اتصاف الذات به أزلا إذ لا معنى للقابلية إلا جواز الاتصاف به وأما بطلان اللازم فلأن القابلية نسبة تقتضي قابلا ومقبولا وصحتها أزلا تستلزم صحة الطرفين أزلا فيلزم صحة وجود الحادث أزلا هذا خلف الثاني صفاته تعالى صفات كمال فخلوه عنها نقص الثالث أنه تعالى لا يتأثر عن غيره ويمكن الجواب عن الأول بأن اللازم أزلية الصحة والمحال صحة الأزلية فأين أحدهما من الآخر إذ لو لزم لزم في وجود العالم وإيجاده لا يقال القابلية ذاتية دون الفاعلية لأنا نقول الكلام في قابلية الفعل وعن الثاني لم لا يجوز أن يكون ثمة صفات كمال متلاحقة لا يمكن بقاؤها وكل لاحق منها مشروط بالسابق فلا ينتقل عن الكمال الممكن له إلا إلى كمال آخر ولا يلزم الخلو وأما الخلو عن كل واحد منها فإما لامتناع بقائه ولا نسلم امتناع الخلو عن مثله وإما لأنه لو لم يخل عنه لم
(٤٩)