درر السمط في خبر السبط - ابن الأبار - الصفحة ٧٩
فصل لله علي علا عن النظراء، وسامى الزهرة بالزهراء. كان ثاني [40] خديجة في الإيمان، وأول الذكور أسلم وجهه للرحمان، قبل ما سن قبل سن الخطات (1)، ولم تكن هذه السابقة لابن أبي قحافة وابن الخطاب. مت بالأبوة إلى النبوة، ثم حظي بالأخوة والبنوة.
فلولا أن " لا نبي بعدي " نص في الامتناع، لكانت " أنت مني بمنزلة هارون من موسى " (2) حجة في الاتباع: / [41] بلغنا السماء مجدنا وجدودنا * وإنا لنرجو فوق ذلك مظهر (3) رب فرج أتي من شدة، وبلى أفضي إلى جدة. أسنت (4) أهل مكة ليتمكن سناء علي، فألزم الحق في تلك الأزمة أن يخص بكفالة النبي. فلم يمض إلا ليال قلائل، حتى سطعت البراهين والدلائل. فنجا من التباب، / في ريعان الشباب. " السعيد من [42] سعد في بطن أمه " (5). رشد هو مترعوعا، وضل أبوه

(١) عن إسلام علي انظر سيرة ابن هشام ١: ٢٤٥ - ٢٤٦.
(٢) نص الحديث (أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي) صحيح البخاري (فضائل أصحاب النبي: ٩)، مسند أحمد ١: ١٧٠، ١٧٧، ١٧٩، ١٨٢، ١٨٤، ١٨٥، ٣: ٣٢، شرح النووي على صحيح مسلم ١٥: ١٧٤، الترمذي (مناقب: ٢٠)، ابن ماجة (مقدمة: ١١). وانظر رواية ابن عبد ربه، التي يبدو أن ابن الأبار يتابعها، في العقد الفريد ٤: ٣١١.
(٣) للنابغة الجعدي. ورد البيت في العقد الفريد ٢: ٥٢، الشعر والشعراء ٢٠٨ وديوان النابغة ٧٣.
(٤) أسنت القوم: أصابهم قحط وجدب.
(٥) حديث، انظر الجامع الصغير ٢: ٣٧ وتمام الحديث: " والشقي من شقي في بطن أمه ".
(٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 ... » »»
الفهرست