الهجوم على الشيعة سياسيا فلم ترض عن انتقاص علي كخليفة، وقد رد منذر البلوطي قاضي الجماعة في قرطبة على ابن عبد ربه ردا عنيفا (1) ولم يعرض ذلك منذرا لسخط الناصر مما يؤكد أن القضية كلها كانت موجهة ضد فاطمي إفريقية. وحسبك أن ابن حزم الذي تشيع " لأمراء بني أمة، ماضيهم وباقيهم بالمشرق والأندلس " اعتقد بإمامة عبد الله بن الزبير ويرى أن مقتل الحسين من أكبر مصائب الإسلام (2).
ولم يجد التشيع إلى الأندلس طريقا حتى بعد أن أدبرت دولة بني أمية، وأعرض الناس عنهم ك وأصبح الانتساب لهم قد يعرض صاحبه إلى شقاء واضطهاد، حتى إن الشاعر أيوب بن سليمان السهيلي الأموي، في أول أيام المرابطين يقول لغلامه: " إذا سئلت عني فقل إنه من اليهود، فإنه أمشى لحالنا " (3).
وفي أيام بني حمود تهيأ مناخ لنشوء أدب تشيع ذلك لأن بني حمود كانوا علويين وأخذوا السلطة من أمويين. ويلاحظ أن الشعراء الذين مدحوا علي بن حمود أو إدريس بن يحيى من أمثال ابن دارج القسطلي وعبادة بن ماء السماء وابن مقانا كانوا يصفون ممدوحهم بابن الرسول أو الهاشمي أو الطالبي أو الفاطمي (4)،