وابتدأ ذلك التدوين في أبواب وبعض أنواع منه أثناء المائة الثالثة فلما كانت المائة الرابعة وفيها نضجت العلوم واستقر الاصطلاح الف القاضي أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي من علماء أهل السنة والمتوفى سنة (360) فجمع في ذلك العلم كثيرا من أبوابه في كتابة " المحدث الفاصل بين الراوي والواعي " ثم جاء الحاكم أبو عبد الله النيسابوري محمد بن عبد الله المتوفي سنة (405 ه) فألف كتابه " معرفة علوم الحديث " وذكر فيه خمسين نوعا ولكنه لم يستوعب لم يهذب ثم جاء أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصفهاني المتوفي سنة (430 ه) فعمل على كتاب الحاكم مستخرجا - بكسر الراء - وأبقى أشياء للمتعقب ثم جاء الخطيب البغدادي أبو بكر أحمد بن علي المتوفي سنة (463 ه) فصنف كتابه (الكفاية في علم الرواية) وكتاب (الجامع لآداب الشيخ والسامع) في آداب الرواية ثم جاء القاضي عياض ين موسى اليحصبي المتوفي سنة (544 ه) فجمع في ذلك كتابه (الإلماع في ضبط الرواية الاسماع) ثم أبو حفص عمرو بن عبد المجيد الميانجي المتوفي سنة (580) فجمع في ذلك جزءا سماه " ما لا يسع المحدث جهله " وبعد كل هؤلاء وغيرهم جاء أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمان الشهرزوري فصنف هدا الكتاب لما ولي تدريس الحديث بالمدرسة الأشرفية وجمع فيه ما تفرق في غيره من كتب الخطيب وغيره وأملاه شيئا فشيئا ولهذا لم يحصل ترتيبه على الوضع المناسب ولكثرة جمعه وتحريره انتشر واشتهر فعكف العلماء عليه بالدرس والاختصار والشرح والنظم وأصبح العمدة لمن جاء بعده وقد كتب وما زلت أدرس هذا الكتاب لإخواننا طلبه العلم وأعلق في أثناء تدريسي بعض التعليقات واشرح الشروح وأملي ذلك على إخواني وكنت أجد في ذلك مشقة لامتداد الوقت واتعاب إخواني في الكتابة فرأيت أن أجمع بعض هذه التعليقات والشروح على هذا الكتاب وأقوم بنشره إفادة عامة وخاصة والله
(٤)