جزء أحاديث الشعر - عبد الغني المقدسي - الصفحة ٥٦
دخل حسان قال: قد آن لكم أن ترسلوا إلى هذا الأسد الضارب بذنبه، ثم دلع لسانه فجعل يحركه، ثم قال: والذي بعثك بالحق، لأفرينهم به فري الأديم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تعجل، فإن أبا بكر أعلم قريش بأنسابها، وإن لي فيهم نسبا حتى يخلص لك نسبي».
فأتاه حسان، ثم رجع فقال: يا رسول الله قد خلص لي نسبك، والذي بعثك بالحق لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين. قالت عائشة:
فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لحسان: «إن روح القدس لا يزال يؤيدك ما نافحت عن الله ورسوله». قالت: فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«هجاهم حسان فشفى واشتفى».
فقال حسان:
هجوت محمدا فأجبت عنه * وعند الله في ذاك الجزاء هجوت محمدا برا حنيفا * رسول الله شيمته الوفاء فإن أبي ووالده وعرضي * لعرض محمد منكم وقاء ثكلت بنيتي إن لم تروها * تثير النقع موعدها كداء ينازعن الأعنة مصعدات * على أكتافها الأسل الظماء تظل جيادنا متمطرات * تلطمهن بالخمر النساء فإن أعرضتم عنا اعتمرنا * وكان الفتح وانكشف الغطاء
(٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 ... » »»
الفهرست