إفحام المخاصم - شيث بن إبراهيم - الصفحة ١١٥
وسنورد لك إن شاء الله تعالى فصلا من كلام الفقيه أبي القاسم في هذا المعنى إن شاء الله تعالى ثم إن الفقيه وفقه الله أشار إلى خبر القدري مع جعفر الصادق رضي الله عنه في قوله يا ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تعالى الله أن يخلق الفحشاء فأجابه وجل ربنا ان يكون في ملكه ما لا يشاء الخبر الذي قدمناه في صدر الكتاب فإن قال قائل فإذا قلتم إن حركة الارتعاش لم تقترن بها قدرة العبد واقترنت قدرته بالحركة الاختيارية فقد صارت القدرة مؤثرة في مقدورها وصار العبد شريكا مع الله في إحداث مقدوراته الاختيارية التي تسمونها كسبا فالجواب إنا نقول إن تعلق القدرة بالمقدور كتعلق سائر الصفات به وإن تعلقها به لا يقتضي إنشاء المقدور وإبداعه ولا إبداع وصف فيه كما أن العلم يتعلق بالمعلوم ولا يقتضي حدوثه معنى فيه وهذه الإرادة تتعلق بالمراد ولا تؤثر في إبداعه ولا إبداع معنى فيه وهذه الرؤية تتعلق بالمرئ فلا تحدثه الرؤية ولا تحدث معنى فيه ولا تؤثر فيه وهذا السمع يتعلق بالمسموع ولا يؤثر فيه ولا في وصف له فيقال هذا معلوم لفلان ومراد له ومرئ له ومسموع فكذلك يقال هذا مقدور لفلان لتعلق قدرته به لا غير وهو تعلق اقتران لا تعلق إحداث وهذه أوصاف كلها معقولة كما ترى من غير أن تقتضي إحداث المقدور ولا إحداث وصف فيه غير أن القدرة تعلقها بالمقدور مخالفة للعلم والإرادة والإدراك كما أن العلم مخالف في تعلقه للإدراك والإرادة والقدرة فاعلم ذلك وقد نجز المقصود ولله المنة
(١١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 110 111 112 113 114 115 117 118 119 120 121 ... » »»