النار عدلا منه كل ذلك كل يعمل بما قد فرغ منه وهو صائر إلى ما خلق له فقلت صدق الله ورسوله ثم ذكر الفقيه طرق هذا الحديث وشرحه فالتمسه في كتاب الاملاء له تجده إن شاء الله ومن ذلك قال الفقيه ما رواه أبو هريرة عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تجالسوا أهل القدر ولا تفاتحوهم قال الفقيه فهذا الخبر في ذم القدرية إذ هو صلى الله عليه وسلم لا ينهى عن مجالسة أهل الدين اقتداء لما علمه الله تعالى إذ يقول في سورة مكية وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين وقد بين الله سبحانه عقوبة من فعل ذلك وخالف ما أمره الله إذ يقول في سورة مدنية وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم أيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا فبين سبحانه بقوله وقد نزل عليكم في الكتاب ما كان أمرهم به من قوله في السورة المكية فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين ثم بين في هذه السورة المدنية أن مجالسة من هذه صفته لحوق به في اعتقاده وقد ذهب قوم من أئمة هذه الأمة إلى هذا المذهب وحكم بموجب هذه الآيات في مجالس أهل البدع على المعاشرة والمخالطة منهم أحمد بن حنبل والأوزاعي وابن
(١١٠)