إفحام المخاصم - شيث بن إبراهيم - الصفحة ٤٧
بسم الله الرحمن الرحيم يقول الشيخ الفقيه الإمام الأوحد ضياء الدين أبو الحسن شيث بن إبراهيم بن محمد بن حيدرة غفر الله له وعفا عنه ثم أني لما عرضت ما سنح به الخاطر في مسائل القدر وخلق أفعال البشر على الأمير الأجل المكرم الأمين نجم الدين أعلا الله في الفردوس الأعلى درجته وأسبغ عليه في الدنيا والآخرة نعمته وافق مقصوده ومرغوبه وأشار إلى أن اتبعه بانتزاع الآيات الكتابية الواردة في هذا الفن على ترتيب سور القرآن سورة سورة فلاح لي من علو همته وتوقد قريحته أنه لا يرضى بالاقتصار عن الاختصار دون التوغل في الغايات والتطلع إلى أقصى النهايات لغرض له لم أطلع عليه ولم يوم إليه فسارعت إلى تلقي أمره بالسمع والطاعة وبذلت في تلبية دعوته جهد الاستطاعة وابتدأت بأم القرآن تيمنا بها لأنها المقصود تلاوتها في كل فرض ونفل وفرع وأصل وهي بعد فاتحة الكتاب فأقول ومنه العون والتوفيق والإلهام والتسديد قوله تعالى اهدنا الصراط المستقيم فاعلم أن وجه الدليل على القدرية والمعتزلة والامامية من هذه الآية أن إرادة الانسان كافية في صدور أفعاله منه كانت طاعة أو معصية لأن الانسان عندهم خالق لأفعاله فهو غير محتاج في صدورها عنه إلى ربه وقد أكذبهم الله تعالى في هذه الآية إذ سألوه الهداية إلى الصراط المستقيم فلو كان الأمر إليهم والاختيار بيدهم دون ربهم لما سألوه الهداية ولا كرروا السؤال في كل صلاة وكذلك
(٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 41 42 43 44 45 47 48 49 50 51 52 ... » »»