وفيها قوله تعالى يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين وفيها قوله وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين به ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله أي بقضاء الله فليت شعري ما يقول القدري في نسبة ذلك كله إلى الله الواحد القهار وفيها قوله تعالى وإذا يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم تأمل ما دعا به هذان النبيان الكريمان على الله تعالى حيث تبرأ من الحول والقوة وسألا ربهما أن يجعلهما مسلمين والقدرية تزعم أن كل واحد منهم قادر أن يجعل نفسه مسلما مؤمنا إن شاء ذلك واختاره ولا يفتقر في هذا الفعل إلى ربه وكذلك سألا لذريتهما من بعدهما هذا السؤال وسألا التوبة أيضا وعندهم أن العبد إن شاء تاب وإن شاء لم يتب وكأنهم يكفرون بقوله تعالى ثم تاب عليهم ليتوبوا
(٤٩)