إفحام المخاصم - شيث بن إبراهيم - الصفحة ٢٨
وأما قول شيخهم إبليس الذي أطاعوه في كل ما زينه لهم ولم يطاوعوه في هذه المسألة فإنه قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين والإمامية منهم يلقنون أولادهم في حال الصغر فيقولون لهم ما أحمق السنة يعتقدون أن الله هو الذي يضل ويهدي ويزين المعاصي للعاصي وإنما الإنسان هو الذي يفعل بنفسه ما يشاء دون خالقه ويوردون على الصبي حكاية عن إبليس اللعين وآدم عليه السلام ابتدعوها من تلقاء أنفسهم لم تكن قط اجتمع آدم صلى الله على نبينا وعليه وإبليس يوما فقال آدم عليه السلام لإبليس لولا أنت أغويتني فلا ما عصيت ربي قالوا فقال إبليس يا آدم فمن أغواني أنا حتى عصيت ربي وقصدهم ان يتلقف أبناؤهم هذه إن الله سبحانه لما أمر إبليس بالسجود أراد سجوده فخالف إبليس أمر الله وعصى واستكبر وأبى كما أخبر الله سبحانه عنه ولو كان مطيعا لسجد قلت له فقد أمر الخليل إبراهيم عليه السلام بذبح الولد ولم يرد ذبحه ولو أراد ذبحه كما أمره لذبحه وهو نبي معصوم مطيع لله تعالى منزه عن المخالفة وعن الجهل بما أمره الله تعالى وعن الجهل بصفات الله تعالى ولا يشك أحد أن إبراهيم أعرف بالله وبصفاته من القدرية والمعتزلة والإمامية فقال ما أمره قط وإنما رأى مناما قلت منامات الأنبياء وحي وحق وهي من أمر الله سبحانه وقد أمره في المنام بذبح ولده عليه السلام ووجه آخر إن إسماعيل نبي كريم على الله ومعصوم عن الخطأ والزلل فيما ينطق به من أحكام الله وقد قال لأبيه إبراهيم عليهما السلام حين قال له يا بني إني أرى
(٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 ... » »»