إفحام المخاصم - شيث بن إبراهيم - الصفحة ٢٧
وأما قول أهل الجنة فإنهم قالوا لما دخلوها الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله واما قول أهل النار فإنهم قالوا لما اختصموا ما حكاه الله عنهم حيث قال سبحانه وبرزوا لله جميعا فقال الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شئ قالوا لو هدانا الله لهديناكم سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص وفي قوله تعالى وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا إلى قوله قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين والمعتزلة يقولون إن هداية الله لعباده إرسال الرسل وإنزال الكتب وهذه الآية تكذبهم وتذري عليهم في اعتقادهم في الآيات التي في هذا الكتاب أيضا حيث قالوا لو هدانا الله لهديناكم فإن كانت الهداية إرسال الرسل وإنزال الكتب فقد هداهم الله فلم قالوا لو هدانا الله لهديناكم فتدبر الاثنين جميعا يظهر لك فساد اعتقادهم من كل وجه وأحمد الله واشكره على الإسلام والسنة والهداية والتوفيق
(٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 ... » »»