وقال موسى عليه السلام إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء أنت ولينا فأغفر لنا فهذا قول أنبيائه وهم أعرف خلق الله بربهم وبصفاته وكل ما ينطقون به فهو مستفاد من بارئهم كما قال تعالى في الأخبار عن المصطفى صلى الله عليه وسلم وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى الا ترى أن موسى صلى الله على نبينا وعليه حيث قال لربه في مناجاته إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدى من تشاء إنما استفاد ذلك من قوله تعالى في شأن قومه الذين عبدوا العجل الذين اتخذه السامري لهم من الحلي وقالوا هذا إلهكم وإله موسى وكان في حال المناجاة فقال له ربه فإنا قد فتنا قومك من بعدك فلما رجع إلى قومه ورأي العجل منصوبا للعبادة وله خوار قال إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء
(٢٦)